قالت كاتبة أمريكية إن نسبة كبيرة من النساء حول العالم يعشن حلم وجود "الرجل الثري"، الذي يقوم بالإنفاق عليهن، وذلك بصرف النظر عن المستوى التعليمي لأولئك النسوة أو إنجازاتهن الشخصية، ويعود الأمر لعوامل بعضها تاريخي، وبعضها الآخر يستند إلى أساليب التربية. "" وذكرت هيلاري بلاك، في كتاب أصدرته مؤخراً بعنوان "عملة الحب السرّية: الحقيقة المجردة عن النساء والمال والعلاقات"، أنها سجلت تجارب للكثير من النساء من ذوات الشخصيات القوية والطباع المستقلة، وقد صدمت لموقع المال في حياتهن. وقالت بلاك إن سبب تأليفها الكتاب يعود إلى تجربة شخصية، حيث كانت على علاقة عاطفية برجل ثري وانفصلت عنه لاحقاً، غير أن قرارها لم يجد أصداء إيجابية لدى صديقاتها، رغم أنهن من بين النساء المثقفات والناجحات مهنياً. وأضافت بلاك: "لقد فاجأتني ردة فعل صديقاتي، قلن لي بوضوح: لماذا تتركينه؟.. فهو يعاملك بشكل جيد، كما أنه ثري للغاية"، مشيرة إلى أنها حاولت البحث عن كتب تشرح علاقة المرأة بالمال، غير أنها فشلت في ذلك، مما تسبب لها بصدمة كبيرة بسبب وجود الكثير من الكتب حول موقف المرأة من الجنس أو عمليات التجميل مثلاً. وبررت الكاتبة هذا النقص بأن علاقة النساء بالمال هي جزء من المحظورات الثقافية "تابو"، التي تحاول تجنّب الحديث عن المال أو السؤال عنه، غير أنها وجدت بأن ملاحظاتها حول مواقف صديقاتها جديرة بالمتابعة. وشرحت بلاك النتائج التي خلص إليها كتابها بالإشارة إلى أن بحث المرأة عن "الرجل المنقذ" على المستوى المالي، يعود إلى موروثات ثقافية سابقة، ذلك أن تربية النساء تطرح أمامهن مجموعة خيارات مستقبلية، كأن يكن طبيبات أو مهندسات أو أمهات، ما يجعلهن يعتقدن أنه يمكن لهن الاكتفاء بالزواج والأمومة لمستقبلهن. وتكشف بلاك وجود عامل إضافي يعود إلى النظرة التاريخية للزواج، حيث كان للعلاقات الزوجية أبعاد اقتصادية تعود بمنافع على الزوج من جهة، وعلى الزوجة وعائلتها من جهة أخرى. ورأت بلاك أن الأزمة المالية العالمية الحالية ستزيد الأمور سوءاً بالنسبة للنساء، حيث ستزداد ضغوط الفصل من الوظائف وفقدان الثروات، ما يجعل الميل نحو الارتباط برجل ثري أمراً أكثر إلحاحاً.