حلق الطيران الإسرائيلي ساعاتِ الصباح الأولى على علو منخفض فوق غزة, ونفذ غارات استشهد في إحداها مسعف, قرب جباليا ليقارب عدد الشهداء ال390، بينما تمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف بلدة بئر سبع على بعد نحو 46 كيلو مترا من حدود قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر 31 هدفا في 70 غارة نفذت أمس.
واستهدفت الغارات منازل مدنيين ومجمع الوزارات وموقعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومنزل قيادي فيها ومسجدا في مخيم البريج, ومكتبا إعلاميا للجان المقاومة الشعبية.
كما قُصف 40 نفقا على الحدود المصرية, ما أدى إلى انهيار أجزاء من السور الحدودي, وسمح بتسلل أكثر من 500 فلسطيني إلى رفح المصرية.
ونقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن مصدر استخباري قوله إن الغارات دمرت أكثر من ثلث ترسانة الصواريخ المقدرة بألفين. ""
لأول مرة
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخ وقذائف على إسرائيل, وصل بعضها –لأول مرة على الإطلاق- بلدة بئر سبع التي تبعد ب46 كيلومترا عن حدود القطاع.
وخلفت القذائف والصواريخ الفلسطينية التي سقطت على إسرائيل الاثنين ثلاثة قتلى بينهم جندي.
ولوحت كتائب القسام بتوسيع دائرة القصف, وحذرت من أن أي توغل بري سيواجه "لهيبا وبراكين", وهددت باستئناف العمليات الاستشهادية التي نفذت أحدثها قبل أربعة أعوام.
الهدنة الإنسانية
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وزيري الدفاع والخارجية في حكومته إيهود باراك وتسيبي ليفني ليلة أمس لبحث مقترح هدنة إنسانية ل48 ساعة, في اجتماع قال مكتبه إن تفاصيله لن تنشر لحساسية الموضوع.
وقال متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي إن باراك يدرس إيجابا فكرة هدنة إنسانية.
ورفض مسؤولون إسرائيليون آخرون المقترح بحجة أن إسرائيل تسمح أصلا بمرور المعونة.
وقال وزير النقل شاؤول موفاز, إن الهدنة ستمنح حماس "فرصة لاستعادة قوتها والتعافي من الصدمة, وحتى التحضير لهجوم أشد على إسرائيل". لكن مسؤولين إسرائيليين لم يكشفوا هويتهم تحدثوا عن احتمال دراسة الفكرة إذا أوقفت حماس الصواريخ.
قتال أسابيع
وقال أولمرت إن القصف أحد مراحلَ عديدة في الحملة العسكرية التي أقرها المجلس الأمني المصغر, وتحدث نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي عن قتال قد يستمر أسابيع.
وحسب البيت الأبيض, وافق رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس الأميركي جورج بوش في اتصال على أن الهدنة, لتكون ناجعة, يجب أن تحترم خاصة من حماس.
ويبحث وفد أوروبي في إسرائيل الهدنة الإنسانية, وهو موضوعُ زيارة مرتقبة أيضا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين المقبل.