قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن "الأحداث التي عرفتها مليلية كانت نتاج مخطط مدروس"، مشيرا إلى انتهاج المهاجرين لأساليب تنطلي على عنف كبير تجاه أفراد القوات العمومية. وأضاف بايتاس، الذي كان يتحدث اليوم الخميس 07 يوليوز 2022 خلال ندوة صحافية عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي، أن "المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه العملية كانت نتاج مخطط مدبر بطريقة مسبوقة، وبشكل مدروس وخارج عن الأساليب المألوفة التي ينتهجها المهاجرون". ولفت إلى أنه "تناسبا مع المنطق الإنساني والبعد الحقوقي اللذين تتأسس عليهما حكامة الهجرة بالمغرب، فقد بادر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بإيفاد وفد من المجلس للقيام بمهمة استطلاعية إلى مدينة الناظور ونواحيها للوقوف على حقيقة ما حدث". وكان المئات من المهاجرين غير الشرعيين قد اقتحموا في 24 يونيو الماضي السياج الأمني الفاصل بين بني انصار ومليلية المحتلة. وخلفت الأحداث المذكورة مقتل 23 شخصا و76 مصابا ضمن المهاجرين غير النظاميين، و140 مصابا في صفوف القوات العمومية المغربية. وكشفت التحريات التي أجرتها الشرطة القضائية أن بعض المرشحين للهجرة غير الشرعية تسللوا إلى التراب الوطني بعد رحلة طويلة قادتهم من حدود موطنهم السودان مع دولة ليبيا مستغلين الوضعية السياسية بهذا البلد وضعف المراقبة عبر الحدود، ثم تسللوا بعد ذلك إلى التراب الجزائري وصولا إلى مدينة مغنية مرورا بمدن عديدة بعدما أدوا مبالغ مالية متفاوتة لرئيس الشبكة المقيم بالجزائر المدعو عمر، فيما انطلق آخرون من السودان في اتجاه دولة التشاد ثم النيجر ومالي وصولا إلى الجزائر ثم التوجه مباشرة إلى الحدود الجزائرية المغربية، خاصة منطقة الزوية بمدينة مغنية القريبة من المنفذ الحدودي رأس عصفور بمدينة وجدة، حيث تتلقفهم إحدى الشبكات التي تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية وتأويهم في إحدى المزارع إلى حين مساعدتهم على التسلل إلى المغرب. كما كشفت التحريات أن المهاجرين المذكورين أقاموا مخيما بإحدى الغابات القريبة من مدينة الناظور، يترأسه مواطن سوداني، حيث تلقوا تدريبات على استعمال السلاح الأبيض ومواجهة السلطات. وقامت السلطات المغربية باعتقال 64 من المهاجرين غير الشرعيين تجري حاليا محاكمتهم بالناظور.