باتت كوريغرافيا الفصائل المشجعة في مدرجات الملاعب الوطنية ترجمةً لقصص حزينة يعانيها المناصر في يومياته قبل أن يرثيها رقصاً وغناء وكتابةً، نهاية الأسبوع، في تجمع شبابي في "كورفا" الملاعب المغربية، على هامش واجب تشجيع فرقها المفضلة. وباتت المدرجات بمثابة "ساحة تحرير" المجموعات المشجعة، تدلي فيها برأيها، وترفض ما لا يروق لها، وتطالب بما تعتبره حقاً مشروعاً، خاصةً في ظل المستجدات الحاصلة في قضايا المجتمع، من نشاط الهجرة السرية، و"تدريج" التعليم، والتجنيد الإجباري وغيرها. "إذا خوات الكورفا.. عرف ولادك في الغربة"، آخر "مساجات" فصيل "هيركوليس" المشجع لنادي اتحاد طنجة، رفعته في مباراة الأمس أمام سريع واد زم، في مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وهي تهتف "إسبانيا.. إسبانيا"، في محاولةً للتعليق على واحدة من أنشط حملات "الحريق" التي تعرفها المملكة. وانتشرت مقاطع فيديو لمهاجرين سيرين من داخل "قوارب الموت أو الحياة"، كل من عليها يردد أهازيج الأولترات الساخطة على أوضاع البلاد، والمنادية بفرص العيش الكريم والحرية وغيرها من المطالب، التي تبين إلى أي مدى يتبنى المواطن مواقف الأولتراس ويؤمن بها في سبيل تحسين ظروف عيشه. جماهير "الماكانا"، المشجعة للرجاء البيضاوي، لم تفوت بدورها فرصة التعبير عن رأيها في المستجدات الواقعة في البلاد، والضجة التي رافقت التغييرات المحدثة في مضامين المقررات الدراسية، حيث رفعت "ميساج" مكتوب عليه "في القبة التكركير.. في المقرر البغرير". أما "حلالة بويز"، المساندة للنادي القنيطيري، فقد عبرت جهراً عن رفضها قانون التجنيد الإجباري، من خلال أهازيجها الجديدة، إذ باتت لا تكل ولا تمل من ترديدها في المدرجات كلما سنحت لها الفرصة لذلك.