سيناريو تتويج الوداد الرياضي بلقبه التاسع عشر في تاريخه قبل جولتين من نهاية بطولة هذا الموسم، يعيدنا إلى سنوات سابقة تمكنت أندية من الدوري الاحترافي من حسم مسألة الفوز بالبطولة قبل دورات من نهايتها، لتلعب باقي المباريات بارتياح ودون ضغط، وتقتل التشويق الذي يعطي نكهة خاصة لكرة القدم. وفي السنوات الأخيرة، كان للرجاء النصيب الأكبر في حسم لقب الدوري على بعد جولة أو جولتين من انقضاء ثلاثين مباراة في الدوري، إذ أن الفريق "الأخضر" سبق وأن أنهى التفكير في هذا المسلسل في سنوات 2011 و 2013 و 2008، و2000 و2001 وتمكن من إجراء آخر جولة في البطولة دون الحاجة إلى بذل مجهود في اللقاء الأخير، وجعل مباراته الأخيرة مخصصة للاحتفال فقط مع جماهيره، في حين أن أقوى ذكرى لأنصار الرجاء هي الفوز في الجولة التاسعة والعشرين على الدفاع الحسني الجديدي سنة 2013، والتي حاز فيها على لقب الدوري وبطاقة التأهل لمونديال الأندية المنظم آنذاك في المغرب، وبلغ فيها أبعد نقطة ممكنة بوصوله إلى النهائي، وخرج مرفوع الرأس بعد هزيمة مشرفة أمام العملاق البافاري "بايرن ميونخ". الوداد بدوره شهد مساره التاريخي مجموعة من التتويجات قبل مباراة الجولة الثلاثين، إذ يتذكر الوداديون كيف استطاع هشام اللويسي إنهاء بطولة سنة 2006 لصالحهم بعد هدف "تسونامي" الخالد أمام الغريم الرجاء، لتتبقى مباراة أخيرة أمام حسنية أكادير في مدينة الدارالبيضاء، احتفل من خلالها الأنصار باللقب السادس عشر في تاريخه. من أكادير مرة أخرى عاد الوداد بنتيجة إيجابية سنة 2015 وأحرز اللقب على حساب الحسنية المحلي بعد "هاتريك" الغابوني ماليك إيفونا في ملعب "أدرار"، لتبقى مباراة أولمبيك خريبكة في الجولة الثلاثين مباراة شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع. واستطاع الوداد هذا الموسم أن يحسم اللقب من مدينة آسفي على بعد دورتين من النهاية بعد صراع مع الدفاع الحسني الجديدي، في حين لا تزال تنتظره مباراتان أمام الفتح الرياضي والكوكب المراكشي، لكنه سيتفرغ الآن لدوري أبطال إفريقيا، الذي سيواجه فيه لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات، فريق زاناكو الزامبي يوم الأربعاء المقبل.