كان الوداد البيضاوي، إلى حدود الجولات القليلة الماضية، المرشح الأبرز والأقوى لنيل لقب الدوري المحلي، بتصدره لسبورة ترتيب البطولة، بفارق نقاط مهم عن المطاردين، فضلاً عن توفره على مباريات مؤجلة، قبل أن يتوه الفريق "الأحمر" في الأمتار الأخيرة، ويحصد ثلاث هزائم متتالية في مبارياته الثلاث الأخيرة محلياً. وتعد فترة الفراغ التي يمر منها الفريق "الأحمر" منذ بداية الموسم الحالي هي الثانية، بعد لعنة التعادلات التي "ضربت" أبناء الويلزي جون توشاك في الجولات الخمس الأخيرة من مرحلة الذهاب، لكنه استطاع التتويج ببطولة الخريف، قبل أن يتعثر من جديد في المنعرج الأخير من الدوري، رغم ما يحققه الفريق حتى الآن في منافسات "العصبة" بإقصائه لحامل اللقب وضمان تأهله لدور المجموعتين. ويحيل ضعف "كاريزما" فريق يفترض أنه يدافع عن لقبه، وتربع على عرش الدوري المغربي منذ بداية منافسات الموسم الحالي إلى حدود أمس عندما خسر أمام الكوكب المراكشي في مؤجل الجولة الماضية، ليترك الصدارة للفتح الرياضي بشكل مؤقت، في انتظار خوضه لمؤجليه أمام الفتح نفسه، ونهضة بركان، صاحب المركز الخامس، (يحيل) المتتبع للشأن الكروي في المغرب، على مدى ضعف المستوى الفني للبطولة "برو"، وما إذا كان حامل لقب النسخة الماضية، يستحق الحفاظ على درع الدوري هذا الموسم، في ظل حصيلته غير المقنعة. وبات مستوى الدوري المغربي مقلقاً في ظل تواضع مجموعة من الأندية فنياً، والمستحوذة في الآن نفسه على مراكز في مقدمة الترتيب، في ظل عجز الكوكبة الأخرى من الأندية على الانتفاض، ما تسبب في ركود خطير في المنافسة، وفتح أبواب التشكيك في مدى مصداقية البطولة من الأساس على مصراعيها. والمعاب على الوداد ليس التعثر في حد ذاته، فالهزيمة طرف ضروري في معادلة اللعبة، لكن الفريق بقيادة الويلزي جون توشاك، لا يقنع فنياً وتكتيكياً حتى عندما يفوز، الأمر الذي يزيد السؤال حول مدى جدارة رفاق إبراهيم النقاش بلقب الدوري إلحاحاً، وعن من يستحق من الأندية الأخرى أن ينزع عن الفريق "الأحمر" ثوب البطل في ظل ضعف المستوى العام للأندية داخل البطولة. وأسهمت نتائج مباريات الجولات الأخيرة من منافسات الدوري المغربي الاحترافي، في إحياء حظوظ كل الأندية القريبة من كوكبة المقدمة، في تشديد الخناق على المنافسة على اللقب، إلى جانب الرجاء والوداد البيضاويين والفتح الرياضي، بما في ذلك اتحاد طنجة ونهضة بركان وحسنية أكادير والمغرب التطواني.