عندما تتعرّض لتغيّر الطقس وتعاني السعال والحرارة، ربما لا تفكر بالذهاب إلى الطبيب وتفضل البقاء في سريرك تحت بطانيّتك المغرية. على الرغم من أن هذا النهج قد يكون صائباً لعلاج نزلات البرد العاديّة، فهو لن ينفع بشكل جيد في الأمراض الأكثر شدة. ومن الشائع عند الناس تأجيل الذهاب إلى الطبيب إلا في حالة الأمراض الخطيرة، ولكن العلماء يؤكدون في الحقيقة بأنّ "معظم الأمراض الخطيرة أصلاً تبدأ بالظهور على شكل نزلات البرد". فكيف يمكنك أن تعرف الفرق بين نزلات البرد العاديّة والحالات التي تتطلّب عناية طبية؟ هذه 6 علامات في حال ظهرت فأنت تحتاج بالتأكيد إلى أكثر من علاج لنزلات البرد العاديّة: 1- الحرارة العالية إذا كنت بالغاً ولديك حرارة (high fever) أعلى من 39 درجة مئويّة، فمن المحتمل أن جسمك يتعامل مع أكثر من البرد. وفي هذا الصدد يشير العلماء إلى أنّه بالرغم من كون الحرارة المعتدلة يمكن أن تساعد في تقوية كفاءة الجهاز المناعي في وجه البكتيريا والفيروسات، فإنّ الحرارة العالية قد تخفي وراءها أمراضاً أكثر خطورة كالالتهابات الدمويّة والسحايا والتهاب الزائدة الدوديّة، لذلك ينبغي الذهاب إلى الطبيب لمعالجة هذه الحالات الجديّة. 2- انتعاش المرض "شعور بسيط بالغثيان ثم أنا بحالة أفضل ثم المرض من جديد!" هذا ما قد يحدث في بعض حالات الالتهابات، حيث تكون العدوى الثانية أكثر جديةً، وتشير إلى ضعف الجهاز المناعي الخاص بك بسبب المرض الخفيف الأوّل وعدم قدرته على التعامل مع الإصابة الثانية. وقد يرجع السبب أيضاً إلى أنّ الفلورا الطبيعية (normal flora) في الجسم التي تحمي من الإصابة ببعض الأمراض أصبحت عاجزة أو تآكلت في وجه البكتيريا. 3- الصداع الشديد ينبغي التحقق من الصداع الشديد الذي يسبب مشاكل في التركيز أو القدرة على التفكير بشكل واضح من قبل الطبيب. فهذا الصداع يمكن أن يشير إلى وجود اضطراب أثرت على الجهاز العصبي المركزي مثل التهاب السحايا أو ارتفاع ضغط الدم. وعادةً ما يصاحب هذا النوع من الصداع تقيؤ مفاجئ دون الشعور بالغثيان المسبق. أمّا الصداع الذي يصحبه فقدان الوعي ولو لفتره قليله لا تذكر فهو يعطي إشارة خطيرةً على احتمال وجود ورم أو بداية نوبة الصرع. 4- ارتخاء العضلات إذا شعرت بالألم والضعف وعدم القدرة حتى على الخروج من السرير، فقد حان الوقت لطلب المساعدة الطبية. إنّ آلام العضلات والتعب قد يعني وجود الانفلونزا المسبّبة لأمراض الجهاز التنفسي، وبعكس ما هو سائد فإنّ طبيبك يمكنه التقليل من مخاطرها ومدّة الأعراض بوصف دواء مضاد للفيروسات. والأهم هو أنّ العلاج السريع يمنع الانفلونزا من التسبب في مشاكل ثانوية كالتهاب الرئتين. 5- حالة مزمنة الناس الذين يعانون من مشاكل صحية كبيرة، مثل مرض السكري، الغدة الدرقية أو أمراض الكليتين، يجب أن يزوروا الطبيب حتى لو كان لديهم أعراض نزلات البرد فقط. فعلى سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أن يتعرّضوا لمشاكل السيطرة على نسبة السكر في الدم عندما يصابون بفيروس البرد العادي. لذلك تبقى زيارة الطبيب مهمّة لتفادي المضاعفات المحتملة. 6- خفقان القلب كثير من الناس يعتقدون أنّ عدم انتظام ضربات القلب في بعض الأحيان هو أمر عادي، وقد يكون بسبب القلق أو التوتر، ولكن الحقيقة أنّ ذلك قد يعني شيء أكثر خطورة مثل الجفاف أو الفيروس الذي يهاجم بطانة القلب. كما يمكن لتجلّطات الدم التي تدخل الرئتين أن تسبّب هذا الخفقان.