ما العيب في أن أكون مكلفا بمهمة في ديوان رئيس الحكومة. ما العيب في أن أكون تارة معارضا وطورا مع الأغلبية. ما العيب في أن تكون لي هذه القدرة. ما العيب في أن أكون خارقا. ومتعددا. وفي كل مكان. ومواليا. ومعارضا. مع العيب في أن أكون نائبا للأمين العام لحزب العدالة التنمية وفي الآن نفسه تكنوقراطا يستفيد من خدماتي عزيز أخنوش. وليس وحده فحسب. بل الوطن أيضا. والمغاربة. وكل الأمة. ما العيب في أن نعمل سويا. ونساعد بعضنا البعض من أجل الشعب المغربي. ما الضرر في ذلك. ما المشكلة في أن أعارض حزبي من أجل المغرب. ما المشكلة في أن أزاول مهنتي كنائب لبنكيران في أوقات الفراغ. وكهواية. وفي الويكاند. ما المشكلة في أن أحتج علي. ما المشكلة في أن أقف ضد قناعاتي ومبادئي. ما المشكلة في أن أتنكر لي. ما المشكلة في أن أكون غيري. وأليس هذا هو الاختلاف. أليست هذه هي الحداثة. أليس الآخر هو أنا. أليس علي أن أرتمي في حضن خصمي. أليس هذا هو التسامح. فما المشكلة في أن أعمل إلى جانب خصمي السياسي الأول. ما المشكلة في أن يختارني دون غيري حزب التجمع الوطني للأحرار. أليست هذه هي التضحية. أليس هذا هو العمل من أجل الآخرين. أليس هذا هو ما نسميه بذل النفس. وأتحداكم أن تأتوني بشخص قام بمثل ما قمت به. أتحداكم أن تأتوني بحزب معارض يقبل أن يوظف نائب أمينه العام في ديوان رئيس الحكومة. نعم. نحن وحدنا من قام بذلك. وهو ما يجعلنا نختلف عن باقي الأحزاب الإسلامية في العالم العربي. نحن استثناء. وأتحداكم أن تجدوا الرجل الثاني في حزب معارض مختبئا في الحكومة. كما هو الحال حين عثرتم علي في جيب عزيز أخنوش. أتحداكم أن تجدوا أمينا عام مثل عبد الإله بنكيران يدافع عن مثل هذه الفضيحة. ولا يرف له جفن. أتحداكم أن تجدوا مثل هذه الأخلاق في أي حزب آخر. وحتى لو كان الحزب كافرا فلن يفعلها. وحتى لو كان حزبا ضد الدين فلن يجرؤ على الإقدام على مثل هذه الخطوة. التي تتطلب شجاعة. وجرأة. ووضوحا. وهل كنت ترغبون أن يحرم الوطن من كفاءتي. ومن أخلاقي. ومن نزاهتي. هل هذا ما تريدونه. هل كنتم ترغبون في أن يستيقظ عزيز أخنوش ولا يجدني بقربه. ولا يجد من يكلفه بمهمة. ولا يجدا سندا له. ولا يجد إلا هؤلاء الأشخاص المقربين منه. والذين يجاملونه. ولا يصرحون له بالحقيقة كما هي. بينما هو في أمس الحاجة إلي كي أنبهه. وكي أواجهه بالحقيقة. وكي أكون صريحا معكم. فلست وحدي من يشتغل مع التجمع الوطني للأحرار. ومع عزيز أخنوش. ويكفي أن تمعنوا النظر وتدققوا. لتجدوا إخوانا لي في الحكومة. وفي الدواوين. لأننا في العدالة والتنمية واضحوان. ونخدم المغرب من كل المواقع. وهل كنتم ترغبون في أن نتطرف. وفي أن نصعد إلى الجبل. هل كنتم ترغبون في أن يعود العدالة والتنمية إلى عاداته القديمة. ولولا عزيز أخنوش. ولولا تكليفي بمهمة لما ضمنتم كيف سيكون رد فعلنا بعد ما تعرضنا له في الانتخابات. فكم من جامع معتصم لم نكتشفه بعد. ولا شك أننا متواجدون في أكثر من مكان. لا شك أن حزب العدالة والتنمية موجود بكثرة في الحكومة. وفي الأغلبية. وفي عزيز أخنوش. وفي الوزارات. وكما اكتشفنا جامع المعتصم مكلفا بمهمة في ديوان رئيس الحكومة. فلاشك أن إخوانا له يوجدون في مناصب حكومية أخرى. ويكفي البحث عنهم. يكفي التنقيب عنهم في الدواوين الوزارية لنجمع أكثر من واحد. ولنصطادهم. ولنقبض عليهم متلبسين. فليس طبيعيا أن يختفوا جميعا. ليس طبيعيا أن يتبخر حزب بأكمله. ويقياداته. وبنوابه. وبمستشاريه. ليس طبيعيا أن نخسر وننسحب. دون أن نبحث عن موطئ قدم لنا. كأننا لم نكن يوما. و يكفي أن نرمي الشبكة كي يطلع لنا قيادي آخر. ثم أين هو حزب العدالة والتنمية. فقد اختفى. ولم تعد لنا مقاعد في البرلمان. ولم يعد لما مستشارون. ولا جماعات. ولا توقيعات. ولا رخص لنمنحها. ولا سلطة. لم يعد لنا أي شيء. وهل تطلبون منا أن ننتظر سنوات حتى نعود إلى الحكومة. بينما لا أحد يعود في المغرب. الذي يذهب في المغرب لا يعود. والحال أن أغلبنا لم يعد قادرا على العودة إلى وظيفته القديمة. بعد أن تعودنا على مستوى عيش محدد. وصار الأولاد متطلبون. وبعضنا صارت له أكثر من زوجة. وبعضنا تعود على الجلوس في مقاهي ومطاعم حي الرياض. بينما الانتخابات بعيدة. كما أننا لم نكن نتوقع أن نخسر تلك الخسارة. وأن نفقد كل شيء دفعة واحدة. ولا يعتقد الواحد منكم أني أنا جامع المعتصم فعلت ما فعلت طمعا في المال. وفي الراتب السمين. لا. لا. بل لنظل قريبين من السلطة. ولنستأنس بها. ولأظل أنا شخصيا قريبا من عزيز أخنوش. ولأتظاهر بأني في خدمته. وطوع بنانه. وحين تأتي الفرصة المناسبه. أدفعه. ونعود إلى مواقعنا. وإلى الحكومة. وإلى اكتساح كل المدن. وكم آلمني أن لا أحد فهم الخطة. باستثناء الأمين العام عبد الإله بنكيران. الذي دافع عني. وكتب بلاغا يبرر فيه الفضيحة. ويؤكد فيه الحقيقة. وهي أن لا أغلبية في المغرب. ولا معارضة. ولا أفكار. ولا برامج. ولا ناخبين. وأننا جميعا أسرة واحدة. ولا خلاف بيننا. ويمكن لجامع المعتصم أن يكون في التجمع الوطني للأحرار. وفي العدالة والتنمية. وفي الاتحاد الدستوري. وفي أي قالب. وما الأحزاب إلا مجرد أسماء. ولا فرق بينها. لأنها مصنوعة من نفس العجينة. وقد أكون تارة جامع المعتصم النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وطورا شخصا آخر مكلفا بمهمة في ديوان عزيز أخنوش. وقد أكون في ساعات العمل مع الأغلبية وبرنامجها ومواقفها وقناعاتها وفي الليل معارضا إسلاميا للحكومة. وقد أكون أنا آخر. دون أن تفسد هذه التناقضات بيني وبين نفسي للود القضية. وقد أكون رافضا للراتب الذي أحصل عليه وقد أكون متشبثا به. وقد أكون إسلاميا. لكني منذ مدة وأنا أشعر أني أقرب إلى عزيز أخنوش. فما العيب في ذلك. ما العيب أن أكون متعددا أيها المغاربة. وما الفرق بين الليل والنهار. ما الفرق بين الماء والنار. ما الفرق بين الأبيض والأسود. ما الفرق بين حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار. ما الفرق بين الحكومة وبين المعارضة. لا فرق لا فرق أبدا. لأننا كلنا مغاربة في نهاية المطاف. وكلنا أبناء الله.