كانت "كود" ضمن الأوائل الذين ساهموا في بيان الدفاع وتعزيز حرية الإبداع الثقافي والفني بالمغرب. الفكرة جاءت من المنتجة السينمائية لمياء الشرايبي في مهرجان طنجة الاخير، وفي مدينة الدارالبيضاء عقد اول اجتماع حضرته سينمائيون ومنتجون وصحافيون وكتاب، منهم لحسن زينون وفاطم العياشي ومحمد اشاور ومحمد لعروسي وكريم بخاري واحمد نجيم وفؤاد شالة وفريدة بليزيد ولطيف لحلو تزكية الطاهري. خرج الاجتماع بتكوين لجنة تصبغ البيان وتضم لمياء الشرايبي وفاطم العياشي وكريم بخاري ومحمد لعروسي واحمد نجيم ثم انضم اليها فيما بعد محمد اشاور. البيان اطلق عليه "الثقافة حرة وستبقى حرة"، هدفه الدفاع عن حرية الإبداع الثقافي والفني بالمغرب. البيان ليس ضد أية جهة وان سارعت "التجديد" الناطقة باسم العدالة والتنمية الى الرد. مول الفز كيقفز. فيما يلي البيان الذي تدعو "كود" جميع المثقفين والمبدعين الى توقيعه بيان للدفاع وتعزيز الحرية الإبداع الثقافي والفني بالمغرب الثقافة حرة وستبقى حرة يعيش المغرب حاليا فترة مثيرة وحساسة للغاية، تولد انطباعا متناقضا بين المضي بثبات إلى المستقبل والتراجع في أية لحظة إلى الوراء. لقد أيقظ الربيع العربي فينا أسئلة وجودية حول "من نحن" و"ماذا نريد"، والأكثر من ذلك ذكرنا، نساء ورجالا، أننا نحن من يحدد مستقبلنا ومصيرنا، وأننا لسنا شهودا فقط، بل فاعلين وأسياد هذا المصير وهذا المستقبل. لهذا السبب فإننا نحن موقعو البيان، من فنانين وسينمائيين ومثقفين ونساء ورجال الأدب، وبشكل عام، مواطنات ومواطنون متشبعون بقيم الحرية ومرتبطون بالقيم الدولية للديموقراطية وحقوق الإنسان، لنتحد جميعا ونصرخ بصوت عال: حذار إننا حرصون على حريتنا. حرصون على أن تظل كلماتنا وصورنا وفضاءاتنا التعبيرية والفنية حرة مثلنا. من لا يتقدم يتأخر، وبلادنا اليوم تتوفر على فرصة مواتية للمضي إلى الأمام. إننا نأمل في هذا، بل نطالب به وإذا اقتضى الحال سندافع من أجل تحقيقه مهما كلفنا الثمن. لن نسمح تحت أية ذريعة كانت تقييدا كيفما كان لفضاء الحرية، ولن نستسلم لصعود بعض أشكال التعصب وفرض نوع من الأبوية والطهرانية التي آدت في السابق كثيرا هذا البلد. فلا وجود لثقافة "نظيفة" ولا لفن "نظيف". لا نمو أو تطور لبلد ما دون تعزيز وتعميق مجالات الحرية الثقافية والفنية. لقد علمنا التاريخ، وبلادنا في حاجة إلى ذلك، أن التنمية في حاجة إلى نساء ورجال أحرار، لإبداع كلمات حرة وصور حرة وأفكار حرة. هذا الأمر ليس حاجة فقط بل واجبا. ناضل المغاربة ومازالوا مستمرين في نضالهم، من أجل كسب هوامش هامة في الحرية السياسية والثقافية والفنية. نحن لن نتراجع عن تلك المكتسبات، على العكس من ذلك، بل ندعو كل القوى لتوسيع فضاءات الحرية هذه ولحمايتها ولتركها تعبر على اختلافها. هذه المكتسبات هي الكفيلة بتنمية شبابنا وتقوية ديموقراطيتنا الهشة. ليس من حقنا أن تظل في موقف المتفرج عما يحدث حولنا. لن نوهم أنفسنا أن قطار المغرب الجديد على السكة الصحيحة ونحن في انتظار المحطة كي نصعد فيه. مستقبلنا بأيدينا، وندعو، من الآن، كل القوى الحية لهذا البلد للانضمام إلى مبادرتنا. لنصرخ بصوت واحد وموحد وسلمي ومسؤول: نحن أحرار ونطلع إلى حرية أكبر في المستقبل.