بدا عبد السلام البقالي، العمدة التجمعي لمدينة فاس أكثر ديبلوماسية في حوار أجرته مع "كَود"، في حديثه عن معارضيه، خاصة منهم العمدة الأسبق، حميد شباط. وقال إنه سيتواصل مع المعارضة، وسينصت لاقتراحات جميع الأعضاء وانتقاداتهم، وسيعمل على إشراك الجميع في تسيير شأن المجلس الجماعي. وتحدث عن رهان تحسين جاذبية المدينة، وتحويلها إلى مدينة ذكية وعصرية. "كَود": قرر شباط أن يطعن في انتخابكم عمدة لمدينة فاس، متهما إياكم بتهريب المنتخبين وترهيبهم والتدليس عليهم. اتهامات ثقيلة. كيف تردون عليها؟ العمدة البقالي: التحالف بقي مستمرا من 9 شتنبر إلى اليوم، وهذا هو النضج السياسي الذي يعكس نضج مدينة فاس سياسيا. هذا انتصار للديمقراطية. عندما يكون ميثاق موقع من طرف منسقين إقليميين ومنسقين جهويين، فهذا هو النبل، وهذا إرجاع للثقة للأحزاب السياسية. هذه الأحزاب عندما قامت بتوقيع ميثاق شرف من أربعة أحزاب ب51 عضو، بقيت منفتحة على الأحزاب الأخرى، وأعطتنا نتيجة 60 عضو. نحن صغنا ميثاق شرف، ووقعناه وأخبرنا به ساكنة المدينة، وحصلنا على أغلبية مريحة ومطلقة. لماذا سنهرب الأعضاء ونحن لدينا ميثاق شرف؟ لقد قدمنا أخلاقا عالية في نبل السياسة والديمقراطية. نحن لم نخطف الناس. ومستشاري المجلس في قمة النضج. "كَود": أنتم توليتم عمودية المدينة دون أن تتضح الأولويات الأساسية التي ستنكبون عليها في مدينة تعاني من مجموعة من الصعوبات. ما هي أبرز الملفات الحارقة التي ستعطون لها الاهتمام في الأسابيع الأولى لتوليكم المسؤولية؟ العمدة البقالي: فعلا في حملاتنا الانتخابية قدمنا برامجنا الانتخابية. نحن نريد مدينة جميلة جذابة وذكية تذهب إلى أبعد مدى في الاقتصاد المنتج، وهذا ما سيكون من خلال تشجيع الاستثمار والبحث عن الوعاء العقاري لتثبيته، وتسهيل كل ما إداري وما هو تقني، وما هو لوجستيكي، حتى نكون في مستوى تطلعات المستثمرين، وهو ما سيخلق فرص الشغل. وإذا كان هناك تشغيل، فإن العنصر البشري سيشعر بكرامة وبثقة وبارتياح في مدينة فاس الجميلة الجذابة العتيقة التاريخية، العاصمة الروحية والعلمية للمملكة. نحن سنبحث عن تشجيع الاستثمار وتشجيع السياحة وتشجيع الصناعة التقليدية من خلال توفير المعارض. سنعمل على تجهيز المدينة لكي تصبح مدينة ذكية وحديثة وعصرية. نحن نريد فضاءات للأطفال. وهذا أساسي. وأود التركيز عليه في هذا الحوار.. سأعمل جاهدا وسأنقب على فضاءات لخلق متنزهات. "كَود": تحالفكم يضم 7 أحزاب من اليمين واليسار والوسط، ويهددها عدم الانسجام ومواجهة معارضة شباط والبيجيدي وفدرالية اليسار والاشتراكي الموحد. كيف ستواجهون هذا الوضع؟ العمدة البقالي: نحن منفتحون على كل أعضاء المجلس. نحن في الجماعة سيكون لدينا تسيير جماعي، وأنا كلي آذان صاغية. وكل المستشارين، بالنسبة لنا، قوى وطاقات وكلهم ذوي تجربة، وسأنصت لهم. نحن سنعرض وسنشاور وسنتواصل مع كل أعضاء المجلس. وفي ما يخص المعارضة، فنحن أبناء الديموقراطية، وتربينا في أحزاب سياسية علمتنا معنى الديمقراطية، واحترام الرأي الآخر. نحن ليس لدينا أي تشدد. نحن منفتحون. ونقوم بالنقد الذاتي ونقبل نقد الآخر. ونتمسك بكل ما هو صحيح وكل ما هو قانوني. "كَود": هناك قانون الجبايات المحلية ومقتضياته التي تثقل كاهل المستثمرين والمنعشين العقاريين بصفة خاصة. وهن لا بد من الإشارة إلى الضريبة على الأراضي الحضرية. هل هناك توجه لتخفيف هذه الضريبة؟ العمدة البقالي: إذا أردتم مني أن أقول كلاما جميلا، لكي ننال بعض التعاطف، فهذا لن أستطيع قوله. كل شيء في هذا الباب مرتبط بميزانية الجماعة وبالمداخل. الجماعة إذا كانت لها مداخل وافرة، فإننا سنفكر في هذا الأمر، ولكن بتشاور مع متدخلين آخرين. وسنعمل جاهدين على إرضاء الساكنة، ولا يمكن أن أقدم التزامات لن أستطيع الالتزام بها لاحقا. "كَود": وبخصوص الضريبة على الأراضي العارية، خاصة وأن هناك حديث على أنه تمت بعض الإعفاءات في عهد العمدة الأزمي؟ العمدة البقالي: سندخل ونبحث في الملفات. وإذا كانت هناك أمور مداخل، فإننا سنعمل على تداركها. "كَود": كان هناك حديث عن ملفات سوء تدبير في عهد كل من شباط والأزمي. هل سيقوم البقالي بفتح الملفات، وإحالتها على القضاء؟ العمدة البقالي: عبد السلام البقالي كرئيس جماعة سيقوم بدوره كرئيس جماعة كما ينص عليه القانون. وسأكون منضبطا للقانون. نحن ننظر إلى المستقبل القريب والمتوسط والبعيد.