في السياسة الزخم والشغف مهمين لكن الأهم هو مواكبة خط سير التاريخ. هكذا بدأ رئيس وزراء بلجيكا السابق لوي ميشيل و رئيس مجلس الشيوخ جاك بروتشي رسالتهم حول الصحراء وتطورات الوضع فيها. لوي ميشيل يعد من كبار وأبرز السياسيين في بلجيكا، أسس عدة أحزاب فرنكفونية و ينتمي لعائلة ذات وزن كبير، ابنه هو شارل ميشيل رئيس وزراء سابق أيضا و رئيس المجلس الأوروبي حاليا ، و ابنه الأصغر وزير في الحكومة الفدرالية البلجيكية. المذكرة التي وقعها السياسيان البارزان جاء فيها أيضا : "نود الحديث عن مسألة الصحراء الغربية ومستقبلها لأنها منطقة للأسف بقيت لعقود تتأرج بين الصراعات و الاتفاقيات الديبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا وموريتانيا والمغرب ، وفي كثير من الأحيان على حساب السكان المحليين. هؤلاء يجب ان يكون لهم الحق في حياة كريمة وسلام ومستقبل واعد". "نعتقد أن عملية حل هذا النزاع تحتاج إلى فرصة جديدة من أجل وضع حد للأعمال المزعزعة للاستقرار في منطقة الساحل والصحراء بشكل عام، . إن مستقبل أوروبا يعتمد على الاستقرار في أفريقيا ، وعلى الأخص في هذه المنطقة المهمة..إدارة بايدن مثلا، التي تدرك جيدًا المخاطر الكبيرة ، لن تشكك في السيادة المغربية على الصحراء." وأضافت المذكرة "الجهود الدبلوماسية ، مهما كانت جديرة بالثناء ، لا تجعل من الممكن حل هذا الصراع المجمد بين المملكة المغربية والانفصاليين المدعومين من الجزائر. "يبدو واضحا أن إجراء استفتاء لتقرير المصير قد تم التخلي عنه إلى حد كبير في أروقة الأممالمتحدة، ولم يعد يتم تناوله بتاتا في قراراتها". "إن إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من قبل جبهة البوليساريو في عام 1976 ، بدعم من الجزائر ، لم يكن له أي تأثير. نحن نعرف أن دعم هذه الحركات الانفصالية وتكتيكاتها الخطيرة ، سواء في أوروبا أو العالم العربي ، أو في إفريقيا يضعف كل عمليات السلام . ولهذا نرحب بالاتفاقيات التي تمخضت عن المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب الذي انعقد في 15 يناير تحت رعاية المملكة والولايات المتحدة و التي دعت إلى حل يعتمد فقط على المبادرة المغربية للحكم الذاتي". وأضاف السياسين البلجيكيين" يمكننا حاليا أن نرى أن دول العالم تتحرك ببطء ولكن بثبات نحو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ، وهو تحرك إيجابي لأسباب سياسية و استراتيجية. "لقد حان الوقت للاتحاد الأوروبي ، بصفته قوة عالمية مهمة ، لوضع نفسه على الساحة العالمية من خلال الدعوة لحل هذا النزاع من منطلق أنه إذا كانت إفريقيا غير مستقرة ، فأوروبا لن تعرف طعم الأمن، ومنطقة الساحل والمغرب الكبير منطقتان حيويتان لأمن القارة الأوروبية. وختما المذكرة بالقول " إن المغرب ، الشريك المتميز والموثوق للاتحاد الأوروبي ، وهو بلد ديناميكي يتطلع إلى المستقبل ، قد أصبح الآن جهة فاعلة إقليمية رئيسية في تهيئة الظروف لحل سياسي واقعي وآمن ودائم وفعال للنزاع. و منذ عودته للاتحاد الإفريقي كانت الديبلوماسية المغربية نشطة بشكل خاص ، حيث رحبت بعدد من الوزراء الأفارقة في زيارات رسمية للمنطقة ، ويمكن قياس تأثير تلك الزيارات بعدد القنصليات المفتوحة (20 دولة عضو في الأممالمتحدة حاليًا) منذ عام 2019 في مدينتي الداخلة والعيون. "