التواصل علم من العلوم الإنسانية له قواعد وبرتوكولات وأخلاقيات. ان تتحدت باسم مؤسسة ما، فعليك ان تتقمص مبادئها وعقيدتها وتخضعها للقواعد العامة للتواصل وتختار الأدوات التواصلية المناسبة لمد الجمهور عبر جميع وسائل التواصل الرسمية وغير الرسمية بالمعلومات والأخبار لمد جسور التقة مع المواطن، مع قبول وتقبل "انسحاب ذاتك" من الساحة الإعلامية ورفض الأضواء والظهور المفرط في واجهة الأحداث ما لم تقتضي الظروف عكس ذلك. ويزداد الأمر خطورة عندما يعهد لك بالتواصل لفائدة الدولة او لفائدة إدارة عمومية التي تمتاز بخاصية "الحياد" عن الخلافات والصراعات السياسية، مادام انها تمتل مبدئيًا مجموع المواطنين بدون استتناء. لذلك نجد انه من المبادئ الأساسية لممارسة هذه المهنة ان يتخلى المكلف بالتواصل المؤسسي عن آرائه الشخصية ومواقفه التي لا تعني احدا غيره هو! لذلك استغرب كيف يجرؤ مكلف بتواصل وزارة ما، وخاصة وزارة الصحة المغربية وفي هذه بالذات، على فتح حساب فايسبوك او تويتر او غيره! كيف يجرؤ على ذلك، وكيف يسمح لنفسه بتوزيع التهمة للصحافة التي لها قواعدها ومؤسساتها الخاصة بها، والتي تربطها بالدولة وبالأدوات علاقات خاصة مبنية على قوانين ومؤسسات معلومة ومعروفة ويؤمن بها الجميع؟! مارست شخصيًا هذه المهمة الشاقة لمدة طويلة جدا، ولم اسمح أبدا لنفسي او لفريقي العامل معي بمتل هذه التصرفات، وفتح حسابات فايسبوك وتويتر، لان ذواتهم لا تهم المواطنين والاغيار. او كنت مغفلًا او غير عارف بقواعد الصنعة؟ لست ادري مع ما وقفت عليه من تصرفات المكلف بتواصل وزارة الصحة المغربية ضد الصحافة الوطنية في زمن الجائحة والحرب عليها. حرب تتطلب الابتعاد عن كل ما يفرق المغرب افرادا ومؤسسات