"الاتجاه العام في حزب الاتحاد الاشتراكي يتجه إلى المعارضة" يقول قيادي في حزب عبد الرحيم بوعبيد ل"كود". مبررات هذا القرار كثيرة، أولها بحث الحزب، وفق قيادي آخر، عن استعادة زخمه الذي فقده منذ قبوله رئاسة حكومة "التناوب الأول". افتتاحية جريدة "الاتحاد" ليومه الأربعاء تظهر هذا المنحى، فالجريدة عنونته ب"التناوب الثاني" وذكرت أن مناضلي الحزب سيعتمدون على "قراءة الرسالة التي وجهها الرأي العام الوطني إلى الحزب" رسالة وصفها عبد الواحد الراضي في تصريح ل"كود" بالعقابية عندما قال "ربحنا الإصلاحات وخسرنا الانتخابات". إذا اختار برلمان الحزب (المجلس الوطني) المعارضة سيكون مفيدا للمغرب، يؤكد مصدر حزبي ل"كود"، لأن "المغرب يحتاج إلى معارضة قوية لا معارضة مظاهر (في إشارة إلى البام والأحرار). كما أن "الحزب يحتاج إلى الاشتغلال في المجتمع وفي جميع المدن، كما في السابق" يوضح قيادي اتحادي آخر، ثم يضيف أن معارضة من الحزبين المذكورين ستقوي "النهج والعدل والإحسان في الشارع المغربي، ولن يتم مواجهتهما إلا بحزب الاتحاد الاشتراكي في المعارضة.
الاتحاد الاشتراكي لن يستشير حلفاءه في الكتلة قبل اتخاذ هذا الموقف، إذ سيقتصر على إبلاغ التقدم والاشتراكية والاستقلال بالقرار. هذا الوضع سيدفع بالتقدم والاشتراكية إلى المعارضة لا محالة، فحليفه وكبير العائلة اليسارية في المغرب اصطف في المعارضة ويصعب على رفاق بنعبد الله أن يشاركوا في الحكومة.
هناك سبب آخر يريد من خلاله الاتحاديون، كما أوضح قيادي حزبي، الانضمام إلى المعارضة وهي تصفية ديناصورات الحزب، فمحمد اليازغي صرح للشرق الأوسط أنه ينتظر عرضا من البي جي دي قبل أن يصدر الحزب موقفه، "موقف انتهازي" يعلق قيادي من الجيل الجديد، لأنه "لا يهتم إلا بالمناصب، وهذه المناصب هي التي أفقدت الحزب رأس ماله شيئا فشيئا، مضيفا أن "الاتحاد لن يتحول إلى رقم مكمل لائتلاف حكومي" ما يدعو إلى ذلك الجيل الأول، وتبدو الفرصة مواتية للجيل الجديد من أجل تسلم قيادة الحزب، فالمؤتمر المقبل سيكون في الربيع المقبل وسيطيح بأمثال الراضي واليازغي ووالعلو ولشكر لفسح المجال أمام جيل حسن طارق وعبد الحميد لجماهري وعلي بوعبيد، ولو فشل هذا الانتقال ستكون عواقبه وخيمة على الحزب وعلى فاعليته.