البلاغ الذي أصدرته شبيبة العدالة والتنمية كان سيكون بلاغا عاديا لو لم يتضمن مقطعا ساخنا هو "أم الكتاب" وما عداه تفاصيل صغيرة. وجاء في هذا المقطع الساخن "أن أعضاء المكتب الوطني للشبيبة تداولوا باستفاضة في الوضعية الداخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية محيين عاليا وبحرارة المواقف الصامدة للأخ الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الإله بنكيران في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمبادئ والمواقف الثابتة لحزب العدالة والتنمية التي لا تلين بين يدي المواقع والمناصب". ولم تقف حرارة المقطع عند الحد، بل امتدت لتقول "إن المكتب الوطني للشبيبة طلب من الأخ الأمين العام الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالا ومستقبلا باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار". ماذا يعني هذا؟ هذا ترسيم فعلي على أن الحزب يعيش على إيقاع تيارين: تيار المستوزرين وتيار غير المستوزرين. أقول هذا ولو أن هناك قياديين داخل الحزب لا يرون الأمر كذلك. بل يرون أن العدالة والتنمية يعيش على إيقاع آخر وهو تيار مع بنكيران وتيار ضد بنكيران. وطبعا، فشبيبة الحزب اختارت في هذا البلاغ خندقها وقالت بالفم المليان إنها مع بنكيران.