سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حواص صاحب 17 مليارا.. "برلماني الفقراء" بحد السوالم:يشعر الآن بالظلم والحكرة لان صديقه شكري الملياردير اللي كانت عندو موبيليت حر طليق لا احد يسأل عن مصدر ثروته الغامضة
لا يهم اليوم أن تكون عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عثروا على 17 مليار سنتيم في فيلا البرلماني الاستقلالي ورئيس بلدية حد السوالم زين العابدين حواص أم لم يعثروا على أي شيء. كل هذا أصبح اليوم مجرد تفصيل صغير أمام ظهور حقائق كبرى في هذا الملف لعل أولها أن السيد لم يكن "يأكل" لوحده. وكل الشهادات الآتية من عين المكان تؤكد أن السي حواص كان يأكل أولا ثم يترك غيره يأكل ثانيا عملا بهذه المقولة الذهبية: "سرقوا فأكلنا ونسرق فيأكلون". ولم يعد سرا أن البرلماني المطرود من البام، لأسباب لها علاقة بفساد ذمته المالية، كان مسنودا بمسؤولين نافذين في عمالة برشيد وربما في دوائر أخرى. ولا أعتقد أن مسؤولي الأجهزة الأمنية بهذه المنطقة لا علم لهم بهذا الإثراء المفاجئ لرجل لم يكن يملك قبل امتهان العمل السياسي وجبة عشاء. واسألوا عنه صديقه في البام وشريكه في السراء والضراء رئيس بلدية دار بوعزة عبد الكريم شكري الذي كان بدوره مجرد عون سلطة ب"موبيليط حمراء" قبل أن يصبح اليوم صاحب مليارات عابرة للبر والبحر. وأكيد أن حواص يشعر الآن بالظلم والحكرة عندما يجد نفسه في السجن خلف القضبان، فيما صديقه الملياردير شكري حر طليق يأكل الطعام ويمشي في الأسواق دون أن يسأل عن مصدر ثروته الغامضة. نعم راكم حواص أموالا طائلة أمام أعين السلطة بل ربما بحماية بعض رجالها الذين التزموا الصمت لحكمة يعلمها الله. وقد وصلت هذه "الحماية" إلى حد أن حواص استطاع توقيف مشاريع مؤسسات عمومية ضمنها مشاريع في ملكية شركة العمران بتواطؤ غير مفهوم لمسؤولي الوكالة الحضرية. لكن ينبغي الاعتراف في الوقت نفسه بأن حواص لم يكن كتلة فساد تمشي على الأرض كما حاول البعض تقديمه للناس. لا. إنه ليس كذلك. والواقع أن حواص يستحق أن نطلق عليه، بدون أدنى تردد، لقب "برلماني الفقراء" لأن السيد كان يفرض "جزية محترمة" على أي غني جاء إلى مكتبه. ولأنه "برلماني الفقراء" فهم لم يكن يلتهم هذه "الجزية" لوحده، بل كان يأكل جزءا منها، فيما الجزء الآخر يوزعه بالتساوي على بسطاء المنطقة ومحتاجيها. ولأن الأمر كذلك فقد صوت، على حواص، جميع "مزاليط" حد السوالم في آخر انتخابات تشريعية تلقى فيها العدالة والتنمية بهذه المنطقة هزيمة نكراء. أتدرون الآن لماذا لم يجمد حزب الاستقلال عضوية حواص رغم هذه الزوبعة التي أثارتها واقعة اعتقاله؟ بكل بساطة لأن السي حواص سيخرج يوما ما من السجن طال الزمن أم قصر. وسيحصل من جديد على التزكية بطريقته الخاصة والغامضة. وسيترشح للانتخابات التشريعية القادمة. وأكيد سيفوز على خصومه مرة أخرى بفارق كبير.