كل شيء يهون من أجل تشكيل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية في الأيام المقبلة، هذا ما يُفهم من بلاغ الأمانة العامة للبيجيدي الصادر بعد اجتماعها صباح اليوم، والذي لم يترأسه غير الأمين العام ورئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الإله بنكيران. لا كلمة عن نوع الأغلبية ولا مكوناتها، هل ستُبقي على "التركيبة الرباعية"، أم سيتم ضمّ حزب إدريس لشكر، كل ما جادت به قريحة قيادة البيجيدي، في تحرير بلاغها المختزل، "دعم" رئيس الحكومة المعين، سعد الدين العثماني، "في تدبيره للمفاوضات المقبلة من أجل تشكيل أغلبية تنبثق عنها حكومة قوية ومنسجمة"، تحظى ب"ثقة ودعم" الملك و"قادرة على مواصلة أوراش الإصلاح وتستجيب لتطلعات المواطنين"، ولاشيء عن التذكير بما كنا نسمع من حديث عن ضرورة مراعاة الاختيار الديمقراطي والمقتضيات الدستورية والارادة الشعبية المعبر عنها في الانتخابات التشريعية الأخيرة وداك الشي… ومن يقرأ البلاغ يخرج بانطباع بأن الحكومة قادمة لا ريب فيها، خصوصا ما يُفيد من "العرض المفصّل" الذي قدمه سعد العثماني لقيادة حزبه، ولا حديث عن تفاصيله للرأي العام، بالجو "الإيجابي والبنّاء" للجولة الأولى من المشاورات مع الأحزاب التي التقاها يوم الاثنين الماضي، وضرورة "استثماره" ل"التسريع" بتشكيل الحكومة. مرحبا بحكومة العثماني، في انتظار، المؤتمر المقبل لحزب "المصباح"، من أجل الطيّ النهائي لصفحة عبد الإله بنكيران، الذي يبدو أن رأسه (وحده) هو الذي كان مطلوبا و"انتهى الكلام"…