سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحليل: تقارب البيجيدي مع التقدم والاشتراكية مصلحي وشخصي وليس سياسي ولا مؤسساتي ، والمفاجأة الأخ الرفيق والحاج الشيوعي! سيكتبان مذكرات "عن المرحلة السياسية التي عاشوها معا وكيف واجهوا الصعوبات في العمل الحكومي"
بعيدا عن لغة " الخشب" التي تفسر تقارب البيجيدي مع شيوعيو المملكة بالضرورة السياسية التي تفرضها المرحلة التاريخية، وبوجود اصطفاف سياسي بين تحالف الأحزاب الوطنية في خندق مقابل ما يسمى في أدبيات الحركة الوطنية ب "أحزاب الإدارة"، فإنه اليوم يستحيل تمييز حزب وطني عن حزب إداري مادام هناك مصالح متقاطعة فحتى الجابري الذي ساير غرامشي في ترسيخ "الكتلة التاريخية" في بعدها الوطني لم يستثني في هذه الكتلة في المغرب أحزاب الإدارة ولا حتى المصالح الاقتصادية الأخرى، اليوم يتضح جليا أن التحالف اليوم القائم بين البيجيدي والتقدم والاشتراكية مرده مصالح مشتركة وتقديرات سياسية "تعود للأشخاص أكثر من المؤسسات". كيف ذلك؟ من هم المؤثرين الحقيقيين في هذا التحالف غير الطبيعي؟ بغض النظر عن ما يسوقه إعلام الحزبين عبر مواقعهم الاكترونية ولا صفحاتهم في المواقع الاجتماعية، ارتأينا في موقع كود أن نكشف عن حقيقة التحالف بعيد عن لغة " السياسيين " التي غالبا ما تسيطر عليها المصلحة والتكتيكات والحسابات السياسية، فإن اكثر المقربين للزعيمين يكشف لأول مرة عن سر التقارب، ولماذا يتمسك بنعبد الله بالقاموس السياسي لعبد الاله بنكيران ، قاموس يعتمد جملة تفصيلة على براديغم "التحكم" وكل المفاهيم الملتصقة به. خلصنا إلى أبرز أسرار التقارب، تتجلى في ما يلي: 1- دور بنكيران المحوري: بعيد اللقاءات التشاورية التي عقدها حزب العدالة والتنمية بمقره مع الاحزاب التي تتحالف معه في الحكومة باستثناء حزب التجمع الوطني للأحرار الذي لا يزال يعيش في خلافات سياسية مع بنكيران، الغريب في هذه اللقاءات العلاقة الخاصة التي تجمع زعيمي الحزبين، في هذا أكد مقرب لبنكيران أن علاقة خاصة تجمع بينها خارج اوقات العمل الحكومي، يلتقون كثيران، المصدر كشف كذلك أن بنكيران استطاع إقناع الحاج الشيوعي بنعبد الله بالاستمرار معه في تشكيل استثناء حتى في منطق التحالفات، وهنا لابد من التركيز على دور بنكيران الشخص، بعيدا عن دور مؤسسة الحزب التي اكتفت فقط بمباركة هذا التزاوج الاسلامي/الشيوعي، فهذه العلاقة تطورت كثيرا إلى وصول الزعيمين إلى مستوى كتابة مذكراتهم حول المسار السياسي الذي انخرطوا فيه. 2- استفادة البي بي اس من التعيينات في المؤسسات الكبرى والتوظيفات في الدواوين: من أقوى السياسات نجاعة في استقطاب وزرع الثقة بين الأحزاب، هي سياسة العطايا والتقرب بالهبات والهدايا، وهو المنطق الذي شرحه الانتربولوجي عبد الله حمود في كتابه "الشيخ والمريد" في حديثه عن طريقة الاستيلاء على القبائل والمعارضين بثقافة الهبات والعطايا، هذه من أبرز النقاط التي لم يثيرها الكثيرون في تحليلاتهم،وهو الأمر الذي أكده مقربون من بنكيران حيث أن النصيب الأوفر في المناصب كان للحزب "في حقيقته حزب نخبوي" رغم مرجعيته الشيوعية، هذا وحده جعل المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكي يلتزم سياسيا مع البيجيدي. 3- الخوف من السقوط: لعل خروج حزب الاستقلال من الحكومة، وهو الذي كان قريبا من المصباح سواء من التاريخية او من الادلوجية، ساهم بدوره في تفكيك عقدة التحالف بالمرجعية وجعل بنكيران عن رفيق سياسي لايخونه في مراحل الشدة والصراع، بعد عدة لقاءات قام بها زعيم الاسلاميين أخيرا وجد ضالته في حزب الشيوعيين المغاربة. 4- من التحالف المصلحي إلى التقارب الشخصي بين الزعيمين: دليل آخر يؤكد أن الشيخ له دور كبير في العملية السياسية، بمعنى أن براديغم "الشيخ والمريد" لا يزال يلقي بضلاله على المشهد الحزبي المغربي، يتبين ذلك من خلال تقارب شخص بين الشيخين "الرفيق بنكيران والحاج بنعبد الله"، حيث سيخوضون حسب مصادر خاصة، تجربة "كتابة مذكرات" كتلك التي كتبها رؤساء حكومات سابقة "عبد الله ابراهيم، اليوسفي عبد الرحمان". كل هذا سيجرنا حول التساؤل: إلى متى سيستمر هذا التحالف؟، الجواب واضح هو ما بعد انتخابات 7 اكتوبر الكل سيعلم ماذا الوفاء بين الحزبين، من سيقرر فكه أولا ومن سيفشل في الحفاظ عليه؟ وهل سيدخل على الخط حزب الأصالة والمعاصرة في محاولة لتشتيت هذا الزواج "السياسي المصلحي".