تداولت وسائل الإعلام والصحف الإسبانية الصادرة خلال الأيام الأخيرة رقم 30 ألف مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أعلنت عنه وزارة الداخلية الإسبانية، موجودون حاليا في الأراضي المغربية في انتظار الهجرة إلى إسبانيا عبر طرق مختلفة، وهو الرقم الذي ظل محل تشكيك من طرف عدد من الجهات غير الرسمية. واعتبرت المنظمة اليسوعية لخدمة المهاجرين أمس الثلاثاء، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الاسبانية، أن الرقم المقدم حول عدد المهاجرين الأفارقة الذين ينتظرون العبور إلى إسبانيا عبر سبتة ومليلية مبالغ فيه، وأنه لا يوجد 30 ألف مهاجر في المغرب. وأضافت المنظمة على لسان المحامية كريستينا مانثانيدو أن هذا الرقم المعلن من طرف وزارة الداخلية الاسبانية ينم عن "عدم مسؤولية" ويثير الخوف وينمي نزعة الخوف من الاخر لدى الإسبان، أتي لتبرير أو التغطية على الأحداث التي حصلت في سبتة أخيرا، وهي الأحداث التي أدت إلى وفاة عدد من المهاجرين، وتعرضت اسبانيا على إثرها لانتقادات دولية بسبب اتهامها باستعمال الرصاص المطاطي ضد المهاجرين، معتبرة أن مسألة الهجرة ليست حديثة ليتم تهويلها بهذا القدر في الأشهر الأخيرة. وتأتي تصريحات الحقوقية الاسبانية بالتزامن مع مطالب إسبانية للاتحاد الأوروبي بتقديم المزيد من الدعم للحكومة الاسبانية لمساعدتها على حماية حدودها مع المغرب ومنع تدفق المهاجرين. وفي سياق متصل، عرضت القناة الثالثة الإسبانية "أنطينا طريس" تقريرا عن الكلفة التي يدفعها المهاجرون لمافيات خاصة من أجل تهجيرهم إلى إسبانيا، بأثمنة تتراوح ما بين 25 و6000 أورو. وحسب التقرير، فإن الحصول على جواز سفر مزور هي الوسيلة الأعلى كلفة تصل إلى 6000 أورو أي ما يعادل حوالي 66000 درهم، وتمكن المهاجرين من السفر عبر رحلات جوية بشكل عادي، بينما تصل كلفة السفر عبر البحر إلى 4000 أورو (حوالي 44000 درهم) عن طريق وسائل متطورة للغطس قد تتضمن أيضا نظاما للتنفس. وتتغير كلفة العبور عبر زوارق مطاطية حسب جنسية المسافرين وأيضا نوعية الزوارق، كما تستغل مافيات الهجرة أبسط الوسائل، منها العوامات التي تكلف ما بين 25 و 45 أورو (حوالي280 و 490 درهم)، بينما يختار كثيرون العبور بدون الاستعانة بأي وسيلة، خصوصا وأن أغلب المهاجرين يصلون المغرب بعد قطع كيلومترات طويلة دون أي فلس. ومن بين الوسائل الأخرى المستحدثة السيارات والدراجات "الكاميكاز"، إذ يتم دخول معبري سبتة ومليلية بسرعة قياسية ثم يتم التخلي عن السيارة أو الدراجة بعد حوالي كيلومترين، وهي الوسيلة التي تثير مخاوف السلطات المحلية التي لا تعرف إن كان الامر يتعلق بمهاجرين غير شرعيين أو ارهابيين انتحاريين.