ما الذي يشاهده المغربي أكثر عبر الانترنت؟ هل هو الجنس أم يحاول الدخول إلى المواقع الاجتماعية والترفيهية أم أنه مهووس بمطالعة الاخبار أكثر من هذا وذاك؟ أو أن المغاربة وصلت بهم الرفاهية إلى التسوق عبر الانترنت والجلوس في منازلهم وتلقي طلباتهم؟. تتحدث عدة تقارير عن كون المغرب من البلدان التي تعتبر الاكثر زيارة للمواقع الجنسية، وأن معدل بقاء المغربي في هذه المواقع يتجاوز العشرة دقائق، بالاضافة إلى إحتلال المنصات التي تقدم أشرطة جنسية لمراتب متقدمة في المغرب. هل هذا صحيح وأن المغاربة مهووسون بالجنس ولا يرون في الحاسوب أو الهاتف الموصول بالانترنت سوى بوابة لدخولهم إلى عالم لإشباع رغباتهم الجنسي؟، خذا ما سنحاول أن نكشف في هذا التقرير الذي يعتمد على أرقام رسمية تقدمها منصات إلكترونية عن أزيد من عشرة مليون مشترك مغربي في الانترنت. البداية من أليكسا. موقع أليكسا الذي يعتبر مرجعا للمغاربة والمؤسسات الاشهارية، وإن كان ليس بمرجع دقيق لإعتماده على عدة معايير في ترتيبه بينها حجم البيانات التي يستهلكها كل زائر والمدة الزمنية التي يقضيها في الموقع وعدد الصفحات التي يتصفحها ثم يأتي عدد الزوار للموقع، الامر الذي يجعل الرتبة في أليكسا غير مبنية البتة على عدد الزوار بل على مجموعة معايير تظهر فقط أن الزوار يثقون في هذا الموقع أكثر من غيره. وحين تعود إلى قائمة الخمسة والعشرين الاولى في المغرب في أليكسا فإنك تجد أن المرتبة الاولى تحتلها المواقع الاخبارية ب11 موقعا إخباريا من بينهم ياهو الذي يصنف كموقع إخباري، بل إنه يصنف كالموقع الاخباري رقم واحد في العالم، بالاضافة إلى وجود موقعين للتدوين يدخلان أيضا في إطار الاخبار والتوثيق والتثقيف ما يجعل القائة ترتفع إلى 13 موقعا إخباريا عاما، وتلي الاخبار كل من المواقع الاجتماعي بموقعين ومحرك البحث بموقعين يصنف أيضا ياهو ضمنهما والمواقع الاباحية بموقعين. في الصفحة الثانية لأليكسا نجد أن مواقع التسوق بدأت في الظهور بالاضافة إلى المواقع الثقيفية والاخبارية والترفيهية دون أن يتجاوز سقف المواقع الاباحية موقع واحد بمعنى آخر أن لائحة 50 موقع الاولى في المغرب، بها ثلاث مواقع أباحية وأزيد من عشرين موقعا إخباريا. غوغل تراند…إحصائيات البحث المغربية منصة غوغل تراند هي أداة بسيطة لمعرفة ما يبحث عنه المغاربة، ما الهوس الذي يشغلهم ويجعلهم يبحثون عنه، أو ما هو الشيء الذي يجهلونه ويرغبون في البحث عنه لمعرفته. ما الذي يبحث عنه المغاربة بشكل متزايد عبر غوغل سنة 2015؟، يجيب محرك البحث على هذا السؤال بكون فيلم "الزين اللي فيك" هو من حطم الرقم القياسي في هذا المجال تليه المغنية الداودية ويليها بحث عن أغاني وبرامج وفايسبوك وواتساب وموقع تسوق، أما البحث المستقر فإن موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك هو من إحتل الرتبة الاولى، بمعنى أن المغاربة في السنوات الاخيرة كانوا يبحثون عن الفايسبوك وليس في هذه السنة فقط، وبالاضافة غلى الفايسبوك فإن البحث شمل أيضا مواقع إخبارية وترفيهية ولم يشمل في القائمة الاكثر بحثا أي موقع جنسي. أما فيما يخص البحث عن الصور، فإن المغاربة المغاربة أظهروا إهتمام متزايد بالقفطان والحجاب ومسيس وماركات لباس، فيما كان الحث القار منذ سنوات عن صور الحب والهواتف والشعارات… ولم يتضمن البحث أي كلمة متعلقة بالجنس في المراتب الاولى طبعا. وبالنسبة لإحصائيات آخر شهر من سنة 2015 فإنها في الغالب تعلقت بأمور عادية مع إختلاف في البحث المتزايد حول حالة الطقس لمدن كالدار البيضاء والرباط ومراكش، في حين أن إهتمام المغاربة بدا واضحا بشكل كبير بحادثة "منى" في السعودية في مجال البحث الاخباري. وإرتفع البحث عن مكة في الشهر الاخير بمائتين في المائة، بينما إرتفع بنسبة سبعين في المائة كبحث عن كلمة "منى". سيميلار ويب… كاشف الحقيقة بالارقام Similarweb، هو واحد من مواقع الاحصائيات الذي بات الاهتمام به في منحى تصاعدي لكونه يمنح إحصائيات بشكل موسع وأكثر من أليكسا الذي لم يغير إستراتيجيته منذ إنشاءه، حيث أن منصة سيميلار ويب تعطيك بالتقريب عدد زوار كل موقع وهي يقوم بإشهار موقعه وأين يقوم بذلك، ومن أين يأتيه الزوار وهو ما يوضح بالملموس من أين يجلب كل موقع زواره وهل الزوار يثقون في الموقع ويلجون غليه مباشرة أم أنهم يلجون عبر الروابط على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي يرى خبراء أن موقع سيميلار ويب ليس الاداة الانسب لقياس شعبية المواقع ومدى الثقة فيها، فإن آخرون لديهم نظرة مغايرة والتي ترى أن المواقع التي لا يلجها الزوار بشكل مباشر إما أنها تعتمد على الاشهار أو الاثارة في الروابط التي تضعها في مواقع التواصل الاجتماعي لجلب الزوار لموقعها. في منصة البحث سيميلا ويب نجد أن عدد المواقع الاباحية في قائمة الخمسين الاولى بالمغرب، هو ثلاثة مواقع إباحية وليست في المراتب الاولى، بينما نجد أن السطوة مرة أخرى تعود للمواقع الاخبارية تليها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الترفيهية. ما الذي يفعله المغاربة عبر الانترنت؟ عكس النظرة الشائعة عن كون المغاربة هدفهم من الانترنت هو الجنس والبحث عنه، فإن الاحصائيات التي تقدمها المواقع الثلاثة تصب في مصب واحد، أن المغاربة مهتمون بشكل أساسي بالاخبار وبما يدور حولهم يلي ذلك بحثهم عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أضحت في الآونة الاخيرة محورا من محاور النقاش الوطني والضغط على المسؤولين نهاية بالمواقع الترفيهية، في حين أن البحث عن الجنس يعتبر ثانويا بالنظر إلى الاحصائيات المقدمة عن دول أخرى كمصر والجزائر واللتان تحتلان مراتب متقدمة في مجال البحث عن الجنس عبر الانترنت.