غادرنا بغثة صبيحة يوم أمس الأحد 30 غشت 2015 الرائع "اليزيد حداد"، فمن لا يعرف الرجل فهو ذلك الشهم الرائع الجامع لذاكرة أسبوعية "لوجورنال" التي غيرت مفهوم الصحافة المستقلة في للمغرب. عرفته منذ سنين وتعرفت عليه عن قرب منذ خمس سنين بعدما جمعتنا الأقدار للاشتغال سويا ضمن طاقم برنامج "45 دقيقة"، بعد إغلاق "لوجورنال" التي اشتغل فيها و"الجريدة الأولى" التي كنت واحدا من مؤسسيها إلى جانب صحفيين رائعين بقيادة الرائع علي أنوزلا. اليزيد كما عرفته وعرفه كثيرون قبلي من مؤسسي "لوجورنال" و"الصحيفة" من الزملاء الذين أقدرهم وافتخر بزمالتهم بوبكر الجامعي ونور الدين مفتاح ومحمد حفيظ ومرية مكريم وأحمد نجيم وعمر بروكسي وغفور دهشور ومعاد غاندي ومحمد الجامعي وهشام حُذيفة والقائمة طويلة .. كان رائعا محبا لعمله لا يؤمن بالاستسلام يقاوم المرض ليكون حاضرا في العمل. اليزيد رغم تقدمه في السن ظل كائنا صباحيا كما عرفه الكثيرون يصل قبل الجميع إلى العمل تجده ينتظر أي مهمة ومستعد للقيام بها في أي وقت، يؤمن بفكرة إن "العمل عبادة" وبأن مهنة الصحافة تستدعي التضحية. سأفتقد أول من التقيه لحظة قدومي إلى العمل ليقول لي صباح الخير، ويتبادل معي أطراف الحديث ويحدثني عن آخر المستجدات في الساحة، ونجلس طويلا ليحتسي كوب شاي ويدخن السجارة اللعينة قبل قدوم الجميع، ليحدثني عن التجربة الرائعة "لوجورنال" حكى لي عنها الكثير لكن رحل بغثة دون أن يتمم الحكاية. سأفتقد من كان يرافقني ويرافق باقي الزملاء في إنجاز تحقيقات 45 دقيقة، كان سندا وكان رفيقا لمواجهة التحديات والصعاب، كان مستعدا للقيام بأي شيء من أجل العمل. هو رجل في الستينات وكان يقاوم المرض ولا أخفي أن بصبره وشجاعته ساعدني في إنجاز حلقات خلقت التميز في 45 دقيقة، كان خير سند لاختراق مافيا الذبيحة السرية واللحوم المهربة وغيرها، سافرنا سويا إلى أعماق المغرب البعيد وقطعنا آلاف الكيلومترات لنحقق في قضايا المجتمع والمغرب العميق، يقول لي دائما "لا تخشى أي شيء أنا مستعد لأي شيء في سبيل إنجاز هذا العمل أو ذاك". أقول لك اليزيد: رحلت بغثة لكن ستبقى حاضرا في ذاكرتي لن أنساك إلى الأبد صديقي العزيز وداعا يا أيها الشهم الرائع. اليزيد حداد. رئيس تحرير برنامج 45 دقيقة