وأخيرا بدأت المياه تعود تدريجيا إلى الحنفيات في منطقة شرق طنجة بعد ثلاثة أيام عصيبة عاشتها الساكنة بدون ماء صالح للشرب في بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مثل العوامة و بير الشفاء و طنجة البالية و السانية و الإدريسية وغيرها و بصبيب ضعيف جدا أو متقطع في أحياء أخرى مجاورة. ومساء الجمعة، كانت الجماعة الحضرية لطنجة أصدرت بلاغا صحفيا تعلن فيه قرب انتهاء أشغال الإصلاح الحثيثة التي قام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لإصلاح العطب الكبير في إحدى القنوات الرئيسية المزودة للمدينة بالماء الصالح للشرب، هذا العطب الذي حرم سكان طنجة من 40% من حاجياتها من المياه، خاتمة بيانها بتقديمها لاعتذار رسمي لساكنة طنجة على تأخر عمليات إصلاح العطب.
وكانت أزقة و أحياء المناطق المحرومة من الماء قد عاشت خلال الأيام الثلاثة الماضية حالة استثنائية عادت فيها المدينة إلى العصور الوسطى، فتجد السكان من كل الأعمار حاملين "بيدوزات" فارغة يجوبون بها الشوارع باحثين عن منبع ماء أينما وجد.
وساد كذالك جو من التوتر و الارتباك بين السكان الذين لم يعرفوا أسباب انقطاع الماء و مدة انقطاعه، ولم تنفعهم غير التكنولوجيا المتقدمة، إذ اجتهدت صفحات طنجاوية على مواقع التواصل الاجتماعي في إبلاغ السكان بكل المستجدات و شكلت منبرا للطنجاويين تبادلوا فيه آخر الأخبار و أسمعوا فيه احتجاجاتهم الشديدة اللهجة على شركة أمانديس الذين اتهموها بالتقصير.
ورغم عودة المياه لبعض الأحياء ابتداء من مساء الجمعة، فإن المواطنين اشتكوا من التغير الكبير للون المياه الذي أصبح يميل للصفرة و متخوفين من تأثر صحتهم و صحة أبنائهم من سوء جودة المياه و متسائلين هل لاتزال "صالحة للشرب" فعلا..!!