يستعمل مصطلح "طاب جنانو" في الجزائر لوصف كل شخص تجاوزه الزمن ولم يعد قادرا على العطاء والتأقلم مع متطلبات العصر، ومع ذلك يتشبث بمنصبه ليستمر في الإساءة لنفسه ولمن حوله، وهو ما ينطبق على رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو الذي غرق في دوامة الحقد والانتقام من خلال قراراته التي لا تستند للقوانين واللوائح التي تسير الهيئة الكروية الإفريقية، وإلا فكيف نفسر العقوبات الغريبة التي سلطها على المنتخب المغربي وتهديده للاتحاد التونسي بالعقوبات في حالة رفضه الاعتذار، وقبل هذا وذاك كيف نفسر معاقبته لشبيبة القبائل على ذنب لم تقترفه إدارة النادي بسبب مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي. رفض المحكمة الرياضية الدولية قرار هيئة حياتو بحرمان شبيبة القبائل من المشاركة في المنافسات القارية جاء ليؤكد بأن "طاب جنانو" ظالم وحاقد ومنتقم لا يستند للقوانين واللوائح في اتخاذ القرارات، ويؤكد بأنه ظلم شبيبة القبائل وأراد الانتقام لمقتل مواطنه بطريقته الخاصة، وربما الانتقام من الجزائر التي حرمها من تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 و2021 وقد يحرمها من تنظيم دورة 2017.
استعادة شبيبة القبائل حقها في المشاركة القارية في انتظار استعادة حقها في اللعب على ملعبها وأمام جمهورها محليا سيزيح الستار عن مؤامرة مدبرة، ورفض المغرب وتونس لعقوبات وتهديدات حياتو، ولجوئهما إلى المحكمة الرياضية الدولية لإنصافهما سيثبت مجددا بأن مستقبل الكرة الإفريقية في خطر بسبب تصرفات فردية ارتجالية حاقدة لرجل لا يتردد في معاقبة كل من يرفض ديكتاتوريته وأنانيته.
صحيح أن المنتخب المغربي لم يكن بإمكانه المشاركة في الدورة الماضية التي رفضت سلطات بلاده تنظيمها في موعدها، ومن حق الكاف حرمانه من ذلك ومطالبة السلطات المغربية بتعويض الأضرار المادية المترتبة عن نقل الدورة إلى بلد أخر، لكن لا توجد لوائح وقوانين تنص على معاقبة نفس المنتخب بحرمانه من المشاركة في الدورتين القادمتين، إلا في ذهن حياتو الذي قام بتكييف طلب التأجيل إلى رفض للتنظيم، وقام بتحميل المنتخب المغربي مسؤولية قرار اتخذته السلطات الرسمية بكل سيادة، ولم يعجب حياتو الذي لا يعترف سوى بسيادته وأحكامه ونزواته التي لا حدود لها.
أما تهديد الاتحاد التونسي بحرمانه من مشاركة المنتخب في الدورة المقبلة في حالة عدم اعتذار رئيسه على احتجاجاته وتصريحاته ضد الرسميين في الهيئة الكروية فهو أمر لا يفعله سوى رجل "طاب جنانو" وفقد صوابه لأن كل القوانين الموضوعة في كل المجالات لا تخير الأشخاص والهيئات بين الاعتذار أو تحمل العقوبات، وكل القوانين واللوائح تنص على معاقبة الأشخاص والهيئات على تصرفاتها المخالفة للقانون ولا تشترط عليهم الاعتذار أو التعرض للعقوبة، ما يعني أن الرجل يريد ابتزاز الاتحاد التونسي وإرضاء غريزته في الانتقام من كل من يعارضه ويعترض على قراراته.
وبما أن كل من "طاب جنانو" يحاول أن ينتقم من القدر ومن البشر من خلال الاستمرار في منصبه بكل الطرق والوسائل فإن عيسى حياتو قرر تغيير لوائح الكاف وإلغاء شرط تحديد السن القانونية حتى يترشح لعهدة ثامنة يستمر بعدها في الإساءة إلى نفسه والاتحاديات والمنتخبات والنوادي الإفريقية، والإساءة للقارة السمراء والكرة الإفريقية والتصرف فيها كأنها ملكية خاصة، ولكن الأكيد أن المحكمة الرياضية الدولية ستنصف تونس والمغرب مثلما أنصفت شبيبة القبائل، والتاريخ لن يرحم كل من "طاب جنانو" وأراد الاستمرار في الإساءة لمن حوله.