على هامش هذه الأزمة التي يعرفها موضوع الصحراء، تظهر بين الفينة والأخرى بعض الطرائف والمستملحات التي ترسم القليل من الابتسامة والكثير من الدهشة.. وهي على كل حال تساهم من جهتها في قطع التفكير المتواصل في هذا الذي نعيشه، لعل الانفصال الفكري يساهم في بعث القليل من الأفكار القادرة على فتح الانسداد الحاصل في معالجة هذه الأمور... المستملحة تبطن بين تفاصيلها الكثير من القلق... آخر هذه الطرائف، كانت فيديو يُشَاهد على المواقع الاجتماعية وهو لمواطن مغربي أكثر من أي مواطن آخر، على الأقل أعترف أنه أكثر مغربية مني، له سوابق عديدة في إبراز هذه "تمغربيت" في مناسبات عديدة، كانت فيها اللحمة لوطنية مهددة في وجودها، فلم تجد سوى هذا المواطن كي يعيد تلحيمها بمواقفه الجريئة والطريفة...
هو من تصدى ضد شباب طائش، لم يجد ما يشغله في وقت فراغه، فخرج إلى الشارع ليطالب بإصلاحات سياسية، تماهيا مع مطالب العديد من الشباب في بلدان مجاورة، رفع في وجههم العلم الوطني، رغم أن هؤلاء الشباب لا عداء لهم ضد العلم، بل هو العلم الذي يفتخرون به، ثم رفع في وجههم صورة ملك البلاد، رغم أن هؤلاء الشباب لم يكن لهم مشكل مع ملك البلاد في حد ذاته، بل فقط كانوا يطالبون بترتيب جديد للسلطات تجعل من الملكية رمزا يحبه الجميع، لا سيفا على رقاب العباد والاقتصاد، لكنه أصر على رفع صورة الملك ونعت الآخرين بالخونة رغم أنه لا يفهم الفرق بين ملكية تنفيذية وأخرى برلمانية... ورغم دعة الكثير من هؤلاء الشباب له كي يحاورونه ويشرحوا له الفرق، وله بعد ذلك أن يناضل ضدهم كما يشاء....
بعدها تصدى لجريدة وطنية، وذلك بأن أحرقها قبالة مقرها الاجتماعي، ودائما دفاعا عن شيء ما في هذه الهوية الوطنية، التي لم تجد من يذود عنها من مثقفين وكتاب ومفكرين وشعراء، فأخذ على عاتقه هذه المسؤولية الجسيمة، وبدل أن ينتج أفكارا يقارع بها ما ورد في هذه الجريدة، اختار السبيل الأقصر والأوفر للمجهود والكلفة، إحراق الجريدة بعود ثقاب أرخص بكثير من ثمنها....
في نفس السياق تصدى لصحفي في جريدة أخرى، وذلك بأن رفع ضده دعوى قضائية، لا نعرف مصيرها، يتهمه فيها بزعزعة عقيدته... الصحفي هو يعبر عن حرية والدته وأخته في التصرف وفق ما يرونه مناسبا لهما في جسديهما، مس في العمق عقيدة المغاربة جميعهم، وكان لا بد لبطلنا المغوار أن يهب ليدافع عن هذه العقيدة التي تزعزعت، لكن هذه المرة بالوسائل القانونية، اي برفع دعوى قضائية.... لا زالت أغلب الضن تروج أمام محاكم مملكتنا الشريفة...
انخراطه في الدفاع عن وحدتنا الترابية ليس وليد اليوم، فقد سبق له أن حدد العدو الوطني بطريقة ذكية وغير مسبوقة، وهو يرفع لافتة في وجه الحقوقية خديجة الرياضي بالقرب من المحكمة العسكرية إبان محاكمات معتقلي اكديم إيزيك، يطالبها فيها بالابتعاد عن بلاده، وهو يعني المغرب هنا، لأننا لا نتصور أن خديجة الرياضي، تعتصم بضعية من ضيعات هذا الشاب... الفيديو الطريف نقلة نوعية في ذود هذا الوطني الغيور على حرمتنا، فهو وجه كلاما قاسيا للمسؤولين وهو ينعتهم بأنهم غير قادرين على إخراس صوت البوليساريو، وأن جنوده المسمى "الفصيل الحربي، الله الوطن الملك" والذي قوامه سبعة الآلاف رجل، هم من سيتكلفون بتطهير الصحراء من العدو بوليساريو....
أمين أشهر في وجه الجميع مسدسا، يبدو من الصورة، ومن تصريحه لمواقع الكترونية كثيرة أنه حقيقي.... أشهره في وجه المسؤولين... في وجه المغاربة جميعهم.... وهدد به مواطنين، كيفما كانت أفكارهم، حمايتهم تدخل في صلب اهتمامات الدولة... لم نسمع عن أي جهة أمنية أنها حركت تحقيقا في هذا الشأن....