ليس لنا إلا هذا اليوم لنحتفل بالحب، لنوقع هدنة إيها المغاربة، إلى أن يمر السان فالنتان، وبعد ذلك لنعد إلى عاداتنا القديمة. من جهتي لن أعذل أو ألوم أحدا اليوم أو غدا، ولن أكتب كلمة عن الحكومة، كل الطاقة السلبية التي أتوفر عليها سأخزنها إلى وقت الشدة، ذراعي مفتوحة وقلبي يرفرف وأرى كل شيء جميلا.
السلفيون جميلون وأقول لهم تكاثروا كما يحلو لكم فأنا أحبكم.
الحكومة فاتنة ولا شارون ستون في عز شبابها وأنظر إليها وأنا أذوب.
الربيع العربي مزهر وأقطف من حقوله وردة وأمنحها لبسيمة حقاوي.
أنا غارق في الحب وأريد أن أعانق كل من أصادفه في طريقي، لا تضيعوا الفرصة أيها المغاربة، إنه يوم واحد في السنة، يوم واحد وسينتهي.
لا أريد شجارا بين الأحبة، ولا ضربا بأواني المطبخ بين الأزواج، هذا يوم مقدس ولا يجوز أن ندنسه.
كف يا شباط عن شغبك، وبس لحية بنكيران، أيام الله كثيرة، ولن يحدث شيء إن كرست هذا اليوم للحب.
لا تتكلم عن تعديل حكومي اليوم.
لا معارضة اليوم.
هل سمعت يا شباط بنكيران وهو يقول إن له كبدا، وكبده مع المغاربة، هذا يعني أنه يحتفل هو أيضا بالسان فالنتان، ألم تلحظ أنه لم يتعود أن يخاطب المغاربة ب"خوتي المغاربة"، فعلها فقط أمس، وهذا دليل أنه غارق في الحب ويحتفل، لا تغرنك الكبد يا شباط، فالكبد عند الإسلاميين تعني القلب، وخوتي هي أحبابي وبؤبؤ عيني، وحتى عندما تحدث عن بطن الراضي، فقد كان يتغزل في كرشه، لأن الحب يكمن في الأحشاء، وحينما أظهر الراضي كرشه وعراها، فلأن سهم كيوبيد أصابه في مقتل.
كف إذن يا شباط فاليوم عيد. نحن المغاربة نعاني كثيرا من إهمالنا للحب، نضغط على مشاعرنا كي لا يظهر لها أثر ولا تفضحنا، نقمعها في صدورنا، ونشوي القلب والكبد على الفحم ونفصل بينهما بالشحم ونلتهمها في الأسياخ كما لا يفعل شعب آخر، ولن يحدث أي مكروه لو تركنا قلوبنا وحدها تتحدث غدا ودون حواجز، ولن يحصل مكروه لو لم نأكلها. لا وقت اليوم للجدل العقيم، ولنفتح قلوبنا عن آخرها.
لا مستحيل في الحب، ومن كان منكم يظن يوما أن التقدم والاشتراكية سيهيم يوما في العدالة والتنمية لولا معجزة الحب.
ومن كان يتوقع أن النهج سيعشق العدل والإحسان ويسخططان معا لبناء عش مشترك وينجبا ثورة. الحب أعمى ولذيذ ولنتمتع به ولو ليوم واحد.
لا تمنعوه هو الآخر وتحرموه.
لن يضركم شيء إن اشتريم وردة.
لن يصيبكم أذى إن أحضرتم لوحة شوكولاته.
ولن يفسد دبدوب صغير أو قلب أحمر للود قضية.
البنات خصوصا في المغرب متعاليات ولا يفصحن عن مشاعرهن، ويتظاهرن أنهن غير معنيات بالحب، هذا يومكن، وكن صريحات وواضحات، فالحب ليس عيبا، وكما هو شأن رجالي فهو يعني النساء أيضا.
ماذا يعني أن يتحدث أحمد عصيد عن موضوع القبل في الطائرة، هذا شأن لا يعنيه لا من قريب أو بعيد، لقد أقحم أنفه في قضية تخص النساء وأفتاتي، ألم يكن يعرف أن أفتاتي هو السان فالنتان بلحمه ودمه وعظمه، ولولاه لما تحولت القبل إلى قضية وطنية.
هيا يا نساء المغرب، لنحب بعضنا، ضعن الغلوس وأحمر الشفاه، وتوجهن رأسا إلى حيث يوجد أفتاتي، أشبعنه قبلا رغما عنه، وسيلين ولن يظل متشنجا كما اعتدنا عليه، فالحب يهدىء الأعصاب، إنه أفضل من أي دواء، أغرقن أفتاتي في جحيم من القبل، ولن يتحدث بعد ذلك عن الأشباح والعفاريت والتحكم، فلا مصالحة وطنية إلا بالحب، وليس غير الحب من يمكنه أن يحول التمساح إلى حمل وديع، والضفدع إلى أمير، إنها ليست معجزة، بل هو الواقع، ولن تخسروا شيئا إن صدقتم الحب.
لا تنتقدوني اليوم أيها القراء رجاء، لا يشتمني أحد في السان فالنتان، أنا لا أملك نفسي اليوم، وقلبي يقودني إلى حيث لا أدري، ولا سلطة لي على عقلي، لقد فعلها بي الهوى، وصرت أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه، فالحب ديني وإيماني، وبمجرد أن تنتهي المناسبة وأصحو من سكرتي ودوختي، حاسبوني حينها كما يحلو لكم، واشتموني، أما اليوم فأنا محتاج لكلمات رقيقة منكم، فرجاء أيها القراء الذين أغيظهم ولا يتحملون ما أكتب غنجوني ودللوني، واحترموا الهدنة التي اتفقنا جميعا على بنودها.