قال السوسيولوجي المغربي، والباحث في الفكر الديني، عبد الصمد بلكبير، إن “الشعبوية في الحالة المغربية، صناعية وغير تلقائية.. أي من صناعة المخابرات الغربية والمحلية"، وهي بذلك شعبوية “مقودة لا قائدة، محكومة بلجام واحد، وتخدم هدفا واحدا، لا علاقة له بقواعد الحزب ولا بتاريخه ولا بالجماهير التي يمثلها ويعبر عن مصالحها ومطامحها". بلكبير الذي كان يتحدث في استجواب أكاديمي مطول مع اسبوعية “الأيام"، إن الشعبوية، “شعبويات، غير أنها تمتح من مصدر اجتماعي-فلسفي واحد، هو البورجوازية الصغيرة من جهة، والاشتراكية الخيالية او المثالية من جهة ثانية"، أما سماتها الفكريةن حسب بلكبير فهي “التلفيق واللأدرية، في حين أنها كانت في التاريخ تيارا سياسيا مناضلا مرتبطا بالشعب وذا رؤية استراتيجية معادية للرأسمالية وللاحتكار وللاستغلال"، غير أن عيوبها القاتلة هي “أوهامها المثالية عن الشعب، فهي تعتبره كتلة متجانسة بدون تناقضات وتراهن على حركته العفوية.. لكنها تغرق في الانتظارية".
وعن سؤال حول ماهية القوى التي يقول بنكيران أنها تعرقل تجربته، شدد عبد الصمد بلكبير، أن “نفس القوى التي أفشلت التجربة الأولى للانتقال الديمقراطي (حكومة اليوسفي)، والتي كان ينعتها ها الأخير ب"جيوب المقاومة" هي نفسها، وقد تغولت أكثر، وهي التي يشبهها بنكيران بالعفاريت والتماسيح"، واوضح بلكبير، أن خطاب عبد الرحمان اليوسفي، كان نخبويا لم يستوعبه او يتفاعل معه الشعب، بينما ستعمل بنكيران تشبيهات بليغة لوصفها، دون تسميتها، غير أن إيحاءته أكثر تواصلية واكثر ابلاغية من أسلوب اليوسفي".