من بين المزايا التي يحظى بها المغرب و التي حفظناها في المدارس" الموقع الاستراتيجي الجغرافي للمغرب" و الذي يجعله في منطقة ذات جو معتدل و تنوع التضاريس بواجهتين بحريتين. ورغم ذلك فلا مناص لنا من الصلاة لدرء الجفاف الذي حل بنا منذ عقود،الجفاف الذي فسره على أنه من مخلفات الاحتباس الحراري و التغيرات المناخية التي تعرفها الكرة الأرضية، و العالم بأسره يستعمل العلم ويؤمن بواقع الاحتباس الحراري و على أن ما يحصل هو ظاهرة تتميز بارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي.. و يعلم جيدا تداعيات هذه الظاهرة على مناخنا و أرضنا فهو يأبى ان يتخلى رغم كل البراهين و الدلائل على أن الله و الدين لا علاقة لهما بالاحتباس الحراري الذي كان سببه و سيتحمله الإنسان. فالاحتباس الحراري ظاهرة تتميز بارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها. و حسب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية فان أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري او ما يسمى بغازات البيت الزجاجي, التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر. العلم إذاً يعترف أن الإنسان هو السبب في تخريب كوكب الأرض و مناخه, و يبقى أمامنا حلين: أن نعترف بهذا الواقع و نجد حلا عقلانيا نعالج به كرتنا الأرضية و تعود الطبيعة إلى طبيعتها, أو نستمر في الايمان بشكل مطلق بأن أي مصيبة تقع علينا فهي غضب الله " و نتذكر النهاري و نظريته المبهرة في ما حصل في حي بركون و نؤمن فعلا بأن عدم صلاة الفجر هي سبب موت سكان العمارات الهشة". تخيلوا فعلا ان أصبحنا هكذا … أو عفواً ان أكملنا في هذا الطريق ؟؟
فمتى سنقاطع هذه العادات التي تمس صورة وطن يستعمل العلم والتكنولوجيا في كل سبل حياته حتى في ما صنف على أنه علم الغيب والنشرات الجوية التي تستبق بأسبوع الحالة المناخية و نقبل بالقيام بصلاة الاستسقاء مثلا مع معرفة أن السماء ستمطر في أيام محددة حسب تحرك الكتل الهوائية.
متى ستتوقف أجهزة الدولة عن استغلال الدين وتحويل صلاة الاستسقاء الى خدعة؟