فاجأ أحد سلفي مفرج عنه مؤخرا بعدما أكمل عقوبته الحبسية لإدانته ب"الإشادة بالإرهاب"، أعضاء حركة شباب 20 فبراير بالرباط عندما قدم لهم تصوره لبرنامج الوقفة الاحتجاجية التي تعتزم الحركة تنظيمها أمام مقر الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي) في تمارة والذي يتضمن "إقامة صلاة جنازة الغائب" ترحما على روح الإرهابي على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتاله كوماندو أمريكي في مخبأه بباكستان قبل أيام. بعض أعضاء الحركة واجهوا هذا المقترح خلال الجمع العام لتنسيقية الرباط يوم أمس الاثنين بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط، بقوة رافضين المساس بالطابع "المدني والعلماني" لأرضية مطالب حركة شباب 20 فبراير، وأن عليهم احترام أرضية الحركة وإلا "فلينظموا وقفة أخرى ويقيموا صلاة الغائب كما شاؤوا. من جهته أصر المعني بالأمر على مقترحه محاولا إقناع الحضور بذلك ومنبها مخاطبيه إلى أن "السلفيين سيحضرون في كل الأحوال وقفة معتقل تمارة بقوة ويجب التعامل معهم على أساس أن ذلك أمر واقع" على حد تعبير مصدر حضر اللقاء. حركة 20 فبراير بالرباط أصبحت هدفا للسلفيين وعائلات معتقلي السلفية الجهادية الذين فرضوا الأمر الواقع على باقي أعضاء الحركة من المستقلين والأحزاب الديمقراطية حينما فاجؤوهم بقراءة الفاتحة خلال وقفة الحركة ضد الإرهاب يوم الأحد الماضي. ويعتبر السلفيون المغاربة الإرهابي أسامة بن لادن ومنظمة القاعدة بمثابة "مجاهدين" ضد "الكفار"، أي كل سكان الكرة الأرضية من غير المسلمين. وكان شيوخ السلفية الجهادية يشيدون بالإرهاب وزعيمه أسامة بن لادن من على منابر المساجد وفي أشرطتهم السمعية والمرئية والدروس التي يلقونها في أتباعهم. غير أن بعض الجمعيات الحقوقية تعتبر أحكام الإدانة الصادرة ضد هؤلاء غير متناسبة مع تهم "التحريض على الإرهاب" و"الإشادة بالإرهاب"، فضلا عن عدم استفادتهم من حقوقهم في "ضمانات المحاكمة العادلة".