يبدو أن السيد فؤاد العماري (عمدة مدينة طنجة)، لا يجد هذه الأيام ما يشغله ويهتم به، بعد أن طلَق الاهتمام بمصالح المواطنين بمدينة طنجة وهو رغما عنه مسؤول عنها بالدرجة الأولى ما دام يعتبر نفسه عمدة لمدينتهم. مغازلة الجمهور فقد طلع علينا قبل أيام من خلال مجموعة من المنابر الإعلامية الالكترونية أنه يعتبر برمجة فريق الرجاء البيضاوي لمواجهة فريق برشلونة الإسباني على أرضية ملعب طنجة الكبير هو قرار نابع من سياسة يحكمها منطق الذاتية والاستعلاء المتمركز في محور الرباط-الدارالبيضاء، على حساب منطق الاحتكام لمعايير رياضية و جغرافية موضوعية، كما أكد أن هذا القرار هو قرار خارج أي روح رياضية، وقال كذلك: فلو كان أصحاب القرار الرياضي الوطني، ملتزمين بقواعد وروح الرياضة، لسارعوا، في حالة استحالة برمجة المنتخب الوطني المحلي، إلى برمجة بطل المغرب في البطولة الاحترافية، المغرب التطواني، الذي سحر الجمهور الرياضي المحلي والوطني، بأدائه الرياضي الجيد أو حتى لتم التفكير في الفريق البركاني، نهضة بركان، الذي تسلق، بنجاح، سلم الصعود إلى البطولة الاحترافية الوطنية. ودون أن أخوض في أي تفاصيل لهذا الموضوع أترك حق الرد للمختصين والمهتمين بالميدان الرياضي، وقد فعلوا، وقاموا بالرد عليه واستهجان موقفه هذا، وأحيلكم في هذا الصدد على ما جاء بجريدة المساء اليوم على صفحتها الرياضية، ففيها ما يفيد وزيادة. كما أن البعض الآخر اعتبر تصريحه هذا " تحريضي وتهييجي للرأي العام بالمدينة" في حين يعتبر نفسه عمدة لها والمفروض أن يكون الحريص عليها وعلى مصلحتها بالقيام بالدرجة الأولى بالدعوة إلى الهدوء وضبط النفس بدل النفخ في ما يثير الفتنة في المدينة. مناطحة الصقور واليوم يكتب السيد "العمدة المحترم" مقالا بعنوان الحلال والحرام في السياسة ويريد ان يفيدنا بان حزب العدالة والتنمية حزب منافق ، واستدل على ذلك باحتجاجاته السابقة على مشاركات شخصيات إسرائيلية في منتديات داخل المغرب والتي وصفها بالاستعراضية "للظهور أمام الرأي العام الوطني والمحلي بقناع التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاطعة الكيان الصهيوني، بمدينة طنجة وغيرها"؛ واستقباله اليوم بشكل وصفه هذه المرة بالاحتفالي "بشخصية إسرائيلية من طرف أعلى القيادات في حزب العدالة والتنمية، للظهور أمام الرأي العام الدولي والخارجي بقناع الانفتاح على أعداء الشعب الفلسطيني ومن ورائهم أمريكا عرابة الكيان الصهيوني بالأراضي المحتلة". وعلق على كل هذا ب"احتجاج استعراضي هنا واستقبال احتفالي هناك"، وحكم على الحزب بأن الموقفان "مطبوعان بالانسجام مع منطق السياسة القائم على الإمكان وعلى أساس المصالح قبل المبادئ"، ومصلحة الحزب اليوم في نظره تقتضي التمهيد للتطبيع مع إسرائيل. ومرة أخرى لا أريد الرد على السيد العمدة المحترم حول هذا الموضوع، فالنقاش الدائر داخل أوساط الحزب والذي يجد صداه في العديد من المنابر الإعلامية بكل أشكالها، من مطالبة بالتحقيق الداخلي في الموضوع إلى ضرورة تقديم الاعتذار للشعب المغربي، وكذا التهديد بالاستقالة من الحزب إذا ثبت وقوع تقصير من طرف بعض أعضاء اللجنة التي سهرت على دعوة الضيوف إلى المؤتمر، ففي هذا ما يكفي وزيادة. دخول سوق التمور لكن أريد أن أقف على جملة للسيد عمدة طنجة المحترم وردت في مقاله هذا، يقول فيها أنه لابد أن يشير" إلى أنه لأول مرة في حياتي ألج سوق التمور في طنجة، لأجد الباعة يعرضون على الزبائن تمورا إسرائيلية". وأقول ب "الفم المليان" : إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم، فهذا الأمر كان موضوع الصحافة بكل أشكالها منذ سنوات ، ويتكرر الحديث عنه كلما اقترب شهر رمضان، ولا علاقة له لا بحزب العدالة والتنمية ولا بالحكومة الجديدة التي يرأسها. وختاما أضع هنا سؤالا واحدا لا غير، لتوضيح حجم المصيبة التي ابتلى الله بها ساكنة مدينة طنجة وبحجم ما كان سيبتلى به هذا الوطن العزيز لو وقع التاريخ الذي لم يقع : السيد العمدة يقول أنه لأول مرة في حياته يلج سوق التمور، أليس من المفروض في "عمدة مدينة " أن يكون قد دخل هذا السوق مرات عديدة قبل أن يصبح عمدة حتى ! ما دام كان وما يزال منسقا جهويا لحزب أريد له فيما سبق أن يكون الحزب الأول في البلاد ، لولا ألطاف العزيز الحكيم.