قررت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بالبث في جرائم المالية بمحكمة الاستئناف بفاس، زوال اليوم الأربعاء، تأييد الحكم الابتدائي في حق موظف شرطة برتبة مقدم شرطة رئيس، كان يعمل بالمجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام العام بمدينة مكناس. كما قررت الغرفة المذكورة، حسب مصادر "كود"، مؤاخذة "إبراهيم.ح" مسؤول أمني آخر كان قد حكم عليه في المرحلة الابتدائية بالبراءة، ويتعلق الأمر بعميد شرطة ممتاز كان يعتبر رئيسا مباشرا للمتهم الأول المعتقل بسجن بوركايز. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية قد قررت مؤاخذة المتهم "عادل.ب" من أجل اختلاس أموال عامة والتزوير في وثائق تصدرها الإدارة العامة إثباتا لحق، بعد إعادة التكييف، طبقا للفصل 360 من القانون الجنائي، وعاقبته بالحبس النافذ لمدة ثلاث سنوات وغرامة نافذة قدرها 20 ألف درهم مع تحميله الصائر والإجبار في الحد الأدنى وببراءته من باقي التهم. كما قررت المحكمة عدم مؤاخذة المتهم الثاني "إبراهيم.ح" مما نسب إليه من الأفعال والحكم ببراءته مع إرجاع مبلغ الكفالة له، قبل أن يتم إدانته في المرحلة الاستئنافية بسنتين حبسا نافذا مع أداء غرامة مالية نافذة قدرها مليون سنتيم. وفي الموضوع تم الحكم على المتهمين (في المرحلة الاستئنافية) بالتضامن بأدائهما لفائدة المديرية العامة للأمن الوطني في شخص مديرها مبلغ 1646845.00 درهم إرجاعا، إضافة إلى تعويض قدره 160000.00 درهم مع تحميله الصائر في حدود المبلغ المحكوم به وتحديد مدة الإجبار في الحد الأدنى. وفتحت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة بتاريخ 17 أكتوبر 2022 لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لموظف الشرطة المذكور، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية اختلاس أموال عمومية. ورصدت عملية التدقيق المحاسباتي التي تقوم بها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني اختلالات محاسباتية في عمل موظف الشرطي، الذي كان يشغل مهمة محاسب المجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام العام بمكناس، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقق من جرائم الاختلاس المرتكبة. يشار إلى الشرطي تم توقيفه بمدينة الفنيدق، كما مكنت من تحديد قيمة المبالغ المالية المتحصلة من عملية الاختلاس، قبل أن يحال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس للاختصاص. وقدمت النيابة العامة ملتمس كتابي إلى قاضي التحقيق المكلف بجرائم المالي يهدف إلى إجراء تحقيق في مواجهة المعني بالأمر من أجل "اختلاس وتبديد أموال عامة والتزوير في محررات رسمية"، وإيداعه السجن بسبب خطورة الأفعال، قبل أن يتقرر متابعته أمام غرفة الجنايات الابتدائية.