[email protected] يقود لوبي الجزائر وجبهة البوليساريو حملة إعلامية على مستوى إسبانيا، بهدف التشويش على العلاقات المغربية الإسبانية وإحراج حكومة بيدرو سانشيث، قبل موعد الانتخابات المقبلة في يوليو، وكذا من أجل الترويج لها من خلال استعمال مصطلحات سياسية تخدم أجندتها. ولوحظ خلال الأسبوعين الماضيين تعاطي غير مسبوق لجزء من الإعلام الإسباني مع ملف الهجرة بشكل مكثف، قبل أن ترتفع وتيرة ذلك التعاطي يوم الأربعاء الماضي، بعد حادثة غرق قارب مطاطي على متنه نحو 60 مهاجرا غير شرعي من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء، والتي أخلى المغرب مسؤوليته منها بعد أن بذلت البحرية الملكية جهودا مضنية توجت بإنقاذ 25 مهاجرا بمهنية ومسؤولية جعل العديد من المنظمات تمتدح التعاون المغربي. ويأتي هذا التعاطي الإعلامي الإسباني المكثف مع ملف الهجرة قبيل نحو شهر من المحطة الانتخابية المقبلة يوم 23 يوليوز، والتي يستبقها لوبي الجزائر وجبهة البوليساريو بلعب آخر أوراقه، تلك المتعلقة بتأليب الرأي العام الإسباني على حزب العمال الاشتراكي الذي يقوده بيدرو سانشيث، ومحاولة تسويق فشله في تدبير ملف الهجرة مع المغرب في ظل اعتباره حجر أساس للاتفاقيات الموقعة مع المغرب والمفضية لدعم سيادة المملكة المغربية على الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد لتسوية الملف. في السياق ذاته، سلكت الجزائر وجبهة البوليساريو ، مسارا آخر من أجل استغلال ملف الهجرة للتشويش على العلاقات المغربية الإسبانية، حيث أوعزتا لبعض الجرائد والصحف الإسبانية المعروفة بمعاداة الوحدة الترابية للمملكة لاستعمال مصطلحات سياسية في إطار التفاعل مع ملف الهجرة وإحباط محاولاتها، إذ باشرت تلك الصحف تمرير مفردات من قبيل "سواحل الصحراء المحتلة" وغيرها في سياق تلك الحملة الممنهجة الموجهة في الأصل للضغط على الحكومة الإسبانية الحالية والمقبلة لاتخاذ موقف يعاكس موقف حكومة بيدرو سانشيث. ويشار أن الموقف الرسمي الإسباني من ملف الهجرة يشيد بالتعاون المغربي وتدني مستويات تدفق المهاجرين غير الشرعيين والنتائج المحققة في أعقاب عودة العلاقات بين الرباط ومدريد إلى مجاريها ووضع خارطة طريق تؤسس لعلاقات عِمادها الاحترام والتقدير المتبادلين.