احتضنت غرفة التجارة والصناعة و الخدمات بمدينة خنيفرة في الفترة الممتدة من 29إلى 31 دجنبر 2016.المهرجان الدولي للفنون والإبداعات الجبلية في نسخته الرابعة، هذا المهرجان التي دأبت على تنظيمه جمعية سكان جبال العالم كل سنة، وقد تم تنظيم هذه الدورة بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان والجمعية الجهوية للتراث والتنمية ببني ملال. وقد عرفت هذه الدورة تنظيم مجموعة من اللقاءات والندوات والورشات التكوينية كانت من تأطير ثلة من الأساتذة التابعين لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ، والمنضوين تحت لواء الجمعية الجهوية للتراث والتنمية، وعلى رأسهم السيد رئيس الجمعية ومدير مختبر البحث في التاريخ والتراث ورئيس الجمعية السيد محمد العاملي، والأستاذة سعاد بلحسين المشرفة على تكوين الطلبة في وحدتي الماستر والدكتواره مسلك التاريخ والتراث بنفس الجامعة. فبعد استقبال المشاركين بأهازيج ونغمات الأطلس لمجموعة من الفرق الفلكلورية التي تعبر عن عراقة الموروث الثقافي التي تزخر به مدينة خنيفرة، تمت إعطاء انطلاقة هذه الدورة، من طرف مدير المهرجان الدولي للفنون والإبداعات الجبلية، ورئيس جمعية سكان جبال العالم السيد عيسى عقاوي، والذي رحب من خلال كلمته بكل المشاركين والمساهمين في إنجاح هذه الدورة من أساتذة أكاديميين وطلبة باحثين في التراث وجمعيات المجتمع المدني، وكل الجهات الداعمة والمساهمة في تنظيم هذا المهرجان، كما أشار إلى بعض الإكراهات الزمنية والمادية التي كانت وراء السرعة في مجموعة من الإجراءات الخاصة بهذه الدورة. بعد ذلك جاءت كلمة السيد رئيس الجامعة تلاها بالنيابة السيد رئيس الجمعية الجهوية للتراث والتنمية الجهوية أكد من خلالها على أن مشاركة الجامعة في هذه الدورة، يأتي للتأكيد على الدور التي تقوم به الجامعة في مختلف المجالات، ذات الصلة بمحيطها، وفي مقدمتها الاهتمام بالثقافة والتراث بشقيه المادي واللامادي، والذي يستمد مرجعيته من التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى الاهتمام بالتراث كمقوم أساسي في التنمية، بالإضافة إلى دعوة بعض الهيئات الدولية للمحافظة على التراث وخاصة منظمة اليونسكو، وصندوق النقد الدولي. كما تطرق السيد رئيس الجمعية إلى أن التقسيم الجهوي الجديد سيجعل الجهة تتميز بمجموعة من الخصوصيات: التاريخية واللغوية ، والإثنية... ستؤدي لامحالة إلى اعتماد أنماط عيش مختلفة من خلال تفاعل الإنسان بالمجال، واجتهاد الإنسان في إبداع وابتكار أدوات محلية تتجلى في مجموعة من المظاهر الثقافية، كالفلكلور المحكي والمغنى وبعض الإبداعات الحركية المتمثلة في الرقص الفردي أو الجماعي. كل هذا الموروث الثقافي يعكس غنى الجهة ويعبر عن عراقة الحضارة المغربية الموغلة في أعماق التاريخ الإنساني. من هذا المنطلق، يضيف السيد رئيس الجمعية، كاََنت جامعة السلطان مولاي سليمان من الجامعات السباقة للانخراط المبكر من أجل النهوض بالتراث المادي واللامادي التي تزخر به جهة بني ملالخنيفرة، وتثمينا لذلك ستعمل الجامعة على إنشاء المتحف الجامعي للتراث الإثنوغرافي الذي سيعزز الدور الفعال للبحث العلمي من خلال الاهتمام بالتراث، وسيسهم في التعريف به وسيعمل على الحفاظ على الذاكرة التاريخية الجهوية والمحلية، وسيسمح بتثمين الرأسمال المادي والرمزي، ودمجه في التنمية الجهوية وخاصة على مستوى السياحة الثقافية الجهوية. أعقب ذلك، كلمات مجموعة من المتدخلين كل من السيد ممثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, والسيدة مديرة المهرجان الدولي لفنون المهاجر أجمعت جميعها على أن أهمية تنظيم مثل هاته المهرجانات تكمن في إبراز الموروث الثقافي الجبلي. وبعد ذلك استمتع الحاضرون بالاستماع إلى رقصات ووصلات غنائية لمجموعة من الفرق الفلكلورية المحلية والوطنية والدولية ، والتي عبر ت على التنوع الثقافي والخصوصية التي تميز المغرب كبلد منفتح على مختلف الثقافات الكونية، مما يجعل منه قبلة للسياح من كل أنحاء العالم. وفي اليوم الموالي تم تنظيم مائدة مستديرة بنفس الفضاء، ضمت نخبة من الأساتذة الأكاديميين الأستاذ محمد العاملي والأستاذة سعاد بلحسين والأستاذ باسو الحمري و أعضاء الجمعية المنظمة بالإضافة إلى مجموعة من الطلبة الباحثين في سلكي الماستر والدكتوراه ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني. هذا وقد تم تسيير هذه المائدة من طرف الأستاذ محمد العاملي والذي حاول أن يؤطر النقاش من خلال مجموعة من المحاور الكبرى التي تم التركيز عليها على مستوى الحفاظ على الموروث الثقافي، وذلك من خلال استحضار الغايات الكبرى وراء الاهتمام بالتراث، ثم الإكراهات التي تعترض المهتمين بهذا الموروث وخاصة الباحثين وجمعيات المجتمع المدني، ثم الإستراتيجية التي يمكن إتباعها لتجاوز كل المعيقات التي تحول دون الحفاظ على التراث والعمل على تثمينه واستثماره حتى يصبح عاملا اقتصاديا ودعامة أساسيا في التنمية الجهوية. وفي اليوم الأخير تم تنظيم صبيحة للأطفال ضمت مجموعة من الورشات التكوينية، كما تم توزيع مجموعة من المساعدات على سكان بعض الدواوير الجبلية التابعة لإقليم خنيفرة. ليتم في المساء تكريم مجموعة من المبدعين والفنانين، وكذا توزيع مجموعة من الشواهد والهدايا و تلاوة التوصيات العامة لهذه الدورة وتوديع المشاركين.