**وأنا جالس بمعية زمرة من أصدقائي: علمي –العمراني- الشرقاوي... بمقهى جليل ، المتواجدة بالشارع العام للمدينة..إذ طلع علينا رجل كهل،أشعث الشعر رث الثياب ،متسخ الجسم ..يدخن سيجارة رخيصة،أظنها من نوع كازا ..يحمل فوق كتفه حقيبة جلدية سمة التقادم بادية عليها ...تبين لنا بعد حين أنها تحتوي على عدة عبوات مرهم [ pomade ] -أخرج المسكين بعض العينات من هذا المنتوج العجيب ..وشرع يصيح بملء فيه: ها اللي ابغى الدوى اديال الروماطيزم..الدوى اديال المفاصل واحريق ادهار والبرد والنبولة والكزيمة وحاب الشباب...العلبة غاير ب 10دراهم..اللهلا إغليها على مسكين... --لم يأبه لوجوده أو لكلامه أحد من رواد المقهى،لأنهم تعودوا على مثل هذه السلوكات الطائشة التي أضحت أمرا بديهيا في كل مكان ... --سلوكات غريبة ومتنوعة ،يمارسها محترفون ومحترفات من مختلف الأعماربكل دقة وإتقان..يكرسون لها شتى الوسائل الضرورية، لتنفذ بكل نجاح..وليكون لها صدى إيجابيا على بعض الزبناء الذين يصح أن يقال عنهم أنهم غفل.. *فأنت بمجرد صعودك حافلة ما - خاصة المنطلقة من مدن كبرى مثل البيضاء والرباط ومراكش...-تجد نفسك وجها لوجه مع هؤلاء الممثلين البارعين ،كل حسب نوع تخصصه في عالم النصب والإحتيال اللامحدودين... -هذا يروج لمنتوج يقول: إنه مشف لمختلف الأمراض وبأثمان مغرية ..وآخريبتكرعاهة خطيرة تدخل الرءفة والرحمة في قلوب الركاب وخاصة النساء منهم..وتلك تذرف دموعا غزيرة غزارة المطرلكونها جاءت المدينة فسرقت منها نقودها جملة، فهي تنشد ثمن تذكرة تيسر لها العودة لبلدتها سالمة... *ونعود مرة أخرى عند صديقنا بائع الدواء المتجول...الدواء العجيب المشفي لكل مرض أنى كان حاله وشأنه...ولسان حالنا يقول له: ألاتخجل أيها البائس المحتال من نفسك ؛وأمثالك كثيرون في الأسواق الأسبوعية وفي مختلف المحطات الطرقية والشوارع العمومية ، ينصبون على الناس بلا رحمة ولاهوادة ؛وأنت متيقن علم اليقين أن عملك هذا كذب وافتراء ؟؟ --ليت شعري ما الدافع الذي يجعل بعض الناس، ومن طبقات مختلفة تنطلي عليهم الحيلة فينصاعون وراء وهم زائف..؟ --ونحن إذا سلكنا منطق العقل ،سيتبين لنا أمر لارجعة فيه :وهوأن مثل هذه الأمراض التي يتطاول عليها أمثال هؤلاء الجهلاء ، أجهدت أساتذة أطباء كل حسب نوع تخصصه وجعلتهم أحيانا كثيرة لايجدون لها الدواء الناجع ، مما يحتم عليهم إجراء عمليات جراحية معقدة ونسبة نجاحها غير مضمونة المئة في المئة... **لذا علينا أن نحذر كل الحذر من مثل هؤلاء المارقين المخادعين حتى لا نقع في شراكهم.../ ** عبد الحفيظ الحاجي: مقهى جليل - سوق السبت إقليم الفقيه بن صالح