دشنت ساكنة دوار أولاد سي بلغيت التابع لجماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح ابتداء من صباح اليوم الثلاثاء 2 فبراير 2016 اعتصاما مفتوحا ،على الطريق الرئيسية الرابطة بين أفورار وسوق السبت وبالضبط قبالة مشروع تربية الديك الرومي المتواجد على بعد أمتار من مقر سكناهم ومن مكان الاعتصام ، احتجاجا على عدم استجابة المسؤولين لمطلبهم الوحيد والمتمثل في إيقاف هذا المشروع الذي تسبب لهم في عدة أضرار. ويعتبر هذا الاعتصام هو الاحتجاج السادس في سلسلة الاحتجاجات التي نفذتها ساكنة أولاد سي بلغيث مدعومة بجمعيات المجتمع المدني لذات الدوار والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت ؛ وقد رفعت خلال هذا الشكل الاحتجاجي شعارات تندد بالموقف الذي اتخذه رئيس المجلس القروي لأولاد بورحمون في الترخيص لهذا المشروع ضدا على إرادة الساكنة وكل القوانين الجاري بها العمل في هذا الصدد ، وكذا لإسماع أصواتهم ومعاناتهم اليومية لكل من يهمهم الأمر بسبب ما آل إليه وضعهم الصحي و النفسي بسبب الروائح الكريهة التي تصدرها شركة محضن الديك الرومي، مما ترتب عنه إصابة الكثير من الساكنة بأمراض الربو والحساسية ، بعد شروع المحضن في العمل لمدة قصيرة مما ينذر بكارثة صحية وبيئية في القادم من الأيام. هذا وقد حضر القائد الإقليمي للدرك الملكي للفقيه بن صالح رفقة عدد من عناصر الدرك الملكي وقائد قيادة أولاد بورحمون مرفوقا بعدد من أفراد القوات المساعدة إلى مكان الاعتصام ووقعت مناوشات بين المحتجين وهذه الأخيرة بسبب التدخل لمنعهم من نصب الخيام بالقرب من الطريق الرئيسية. وندد بلفقيه الحسن عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت بالطريقة التي مر فيها الترخيص للمشروع محملا رئيس جماعة أولاد بورحمون كامل المسؤولية في معاناة ساكنة أولاد سي بلغيت التي كانت تتطلع إلى مشاريع تساهم في رفع العزلة والتهميش عنها كبناء مستوصف أو ملاعب القرب للشباب أو دار الشباب .. غير أن شيئا من ذلك لم يكن بل كانت مكافئة الساكنة على تصويتها على الرئيس لولاية ثانية هو هذا المشروع الذي يعمق من معاناة الساكنة ، وهو مشروع تشم منه رائحة الفساد. وأكد المصطفى الشاكي نائب رئيس جمعية الخير للتنمية البشرية أولاد سي بلغيت جماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح ، أن ساكنة الدوار بعد أن استنفذت جميع الطرق القانونية من مراسلات وعقد لقاءات مع مختلف المسؤولين لمست محاولة تنصل الجميع من تحمل مسؤوليته في الترخيص لهذا المشروع الذي تسبب في أضرار حقيقية ، وأن الأمر لا يتعلق بمعارضة المشروع في حد ذاته وإنما المطالبة برفع الضرر الذي لحق الساكنة بمختلف الأعمار. وطالب الشاكي ، جميع المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم وإيفاد لجن متخصصة مستقلة لتقصي الحقائق والوقوف على حجم المعاناة التي يتحملها ساكنة الدوار جراء الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتسبب في الحساسية والربو وأمراض أخرى . وأضاف الشاكي، أنه بعد مشاورات موسعة بين كل الفعاليات بأولاد سي بلغيت ، تقرر الرفع من وثيرة الاحتجاج السلمي واتباع كل القنوات القانونية لسحب الترخيص رفعا للضرر عن الساكنة ومحاسبة المسؤولين على هذه الجريمة في حق البيئة والسكان، وختم بأن مطلب الساكنة بسيط وهو العيش في بيئة سليمة. وفي نفس السياق استقى الموقع تصريحات الكثير من المحتجين عبروا من خلالها عن استيائهم و تذمرهم من هذا المشروع المتكون من ثماني وحدات كبيرة ، الذي أصبح يقض مضجعهم بفعل الروائح الكريهة ؛ نتج عنها إصابة الأطفال خصوصا بمرض الحساسية و ضيق التنفس ، حيث عرضت الكثير من الحالات على الأطباء الذين أكدوا ارتباط مرضهم بتواجد هذا المصنع بالجوار ، كما أوضح الفلاحون المجاورون لوحدات تربية الديك الرومي أنهم لم يعودوا قادرين على مزاولة أشغالهم الفلاحية بشكل طبيعي و أنهم مهددين بمغادرة أراضيهم التي هي المورد الوحيد لعيشهم ، ويدقون ناقوس الخطر بتسرب المواد الكيميائية السامة المستعملة في المعمل للفرشة المائية للمنطقة مما ينذر بكارثة عظمى في القادم من الأيام . وأكد المحتجون ومن ورائهم جمعيات المجتمع المدني عزمهم خوض كل الأشكال الاحتجاجية المشروعة لانتزاع التراجع عن التراجع عن الترخيص ضمانا لأمن وسكينة والحياة الهادئة والسليمة التي كانت تنعم بها البلدة قبل أن يقدم الذين من المفروض علليهم أن يدافعوا على مصلحة الساكنة وحقوقهم للترخيص لهذا المشروع الذي لم يحترف أدنى الشروط والضوابط التي يفرضها القانن في مثل هذه الحالة ، كما أكدوا عزمهم رفع سقف الاحتجاج في القادم من الأيام وبصيغ غير مسبوقة إلى أن يرجع المسؤولون عن هذه الكارثة إلى رشدهم ويرفعوا الضرر الذي تسببوا فيه عن الساكنة. وجدير بالذكر أن جماعة أولاد بورحمون رخصت لإنشاء مشروع تربية الدواجن ” الديك الرومي ” لفائدة شركة كنفور لتربية الدواجن ( محاضن الشمال لتربية الدواجن ) على مساحة إجمالية تقدر ب 12 هكتارا والمتواجد بالقطعة الفلاحية المخزنية رقم 2873 موضوع مطلب التحفيظ رقم 15210/10 التابعة لنفوذ مركز التنمية الفلاحية 527 ، ولا يبعد إلا بأمتار قليلة حوالي 100 متر عن بعض المنازل وب 800 متر عن باقي ساكنة الدوار البالغ عددها حوالي 4500 نسمة ، و يتوفر على 8 إسطبلات كبيرة بطاقة استيعابية تتجاوز 75 ألف ديك رومي ، و أن جميع الساكنة والمجتمع المدني قاموا بالتعرض غلى الترخيص لهذا المشروع في الآجال القانونية ومراسلة جميع المصالح المختصة . ومعلوم أن المعتصمين استمروا في اعتصامهم خلال هذه الليلة الباردة مفترشين الأرض وملتحفين السماء تحت أنظار رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة ، حيث أكد بعض المعتصمين للجريدة عزمهم الاستمرار في كل الأشكال النضالية السلمية إلى حين إيجاد الأذن الصاغية لمعاناتهم والتدخل لوضع حد لها .