الشعب العراقي ينتفض بعد مرور 10 سنوات على سقوط بغداد ولم تمر هذه الذكرى مرور الكرام بل تزامنت مع أجواء الربيع الثوري الذي يجتاح المنطقة حيث طالبت الجموع الثائرة إسقاط الطاغية المالكي ومحاكمته وتصفية تركت الاحتلال الأمريكي. لكن هناك فئة غير وطنية من العراقيين اعتبرت الغزو فتحا مبينا وانتصارا على الصدامين ولا تخفي شماتتها بإعدام الشهيد القائد الشهيد صدام حسين ونحن اليوم لا نرثي شهداء الغزو الامريكي وهم بالملايين فالسياسة لا تؤمن بالدموع ولنكن منصفين فجمهورية ايران قد نختلف معها طولا وعرضا سواء في عقيدتها الشيعة أو سياستها الداخلية والخارجية لكن هذه الاخيرة لها مصالح في المنطقة وكذلك ثأر مع دولة العراق التي منعتها من تصدير الثورة الى دول الخليج وخاضت بسبها ثماني سنوات من الحرب العجاف تكبدت خلالها خسائر اقتصادية وبشرية فادحة. والسياسة فرص و ايران احسنت استغلال فرصة الغزو الامريكي الغاشم لتنقض على العراق وهي الان تقف على اعتاب دول الخليج مهددة اياها بالتدخل المباشر. وكالعادة توجهت قبائل بني "عرابان" صوب امريكا لطلب النجدة لكن هذه الاخيرة لم تعد قائدة للعالم بمفردها والدليل على ذلك فشلها في حل الازمة السورية. وجمهورية ايران قد استشرفت المستقبل وفهمت ان القوة وحدها يمكن ان تحمي الحضارة أو تدمرها في نفس الوقت، فراحت تبني قوتها النووية بإصرار. ويوما ما ستفجر قنبلتها النووية التجريبية تحت الارض لتهتز تحت اقدام قبائل بني عربان لعلها توقظها من سباتها العميق . أما الغرب وبعد تردد سيعترف بإيران كدولة نووية وعندها سيصبح بني عربان كما في العهد القديم زمن امبراطورية الفرس والرمان، حيث سيدخل جزء من هذه القبائل العربية تحت حماية الفرس ك( المناذرة سابقا ) حلفاء الفرس وجزء اخر سيدخل تحت حماية الرومان ( الغساسنة سابقا ) حلفاء الرومان (حلف الناتو) حاليا. وعند هذا الوضع يمكن لزعماء بني عربان أن ينزلوا عقال الرأس الى الوسط ويشدوا به الخاصرة ثم يرقصوا على وحدة ونص للسيد الجديد الفارسي الشيعي ولما لا رقصة العرضة التي أدوها اكراما للرئيس بوش الابن وتحضرني طرفة. يحكى أن زعيما من قبيلة بني عربان أصابته حماسة شديدة فصاح مناديا في ضباط جيشه الجرار أن أعدوا لي خطة تستشرف مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني، عندها انفجر قائد أركانه ضاحكا وكان له بطن بارز بشكل كبير وقال (طال عمرك سيدي، كيف انظر للمستقبل وأنا لا أستطيع حتى النضر الى ركبتي)، فقبيلة بني عربان في موقف لا تحسد عليه فهي بين الابتزاز الامريكي و التهديد الفارسي. ان ايران لم تدخل في مواجهة عسكرية مع افغانستان رغم مقتل ازيد من 10 من دبلوماسيها في كابول لأنها دولة مؤسسات تحسب الخسارة والربح وهكذا فوتت الفرصة على امريكا. أما قبيلة بني عربان فهي لم تغفر لصدام تدخله في الكويت فتآمرت عليه وتركته يعدم يوم العيد دون تحريك ساكن.وأكيد انها ستدفع ثمن حساباتها السياسية الخاطئة وعدم تسامحها مع هفوة صدام. وقارنوا موقف ايران مع حليفها الاستراتجي بشار وكيف دعمته بالمال والسلاح والأنفس وساندته في المحافل الدولية وعرضت نفسها لمخاطر كبيرة. رغم ان هذا السفاح قتل الالف من ابناء شعبه واستعمل مؤخرا السلاح الكيماوي، ان ايران كانت وفية لحليفها بشار عكس موقف بني عربان المتخاذل من صدام وفي الاخير "شوف أبا المعطي راك مغادي تفهم والو في هذه السياسة الكلباوية غير طفي التلفازة وشعل دماغك ربما تفهم شي قشرة".