نشرت وزارة الداخلية الإسبانية، اليوم السبت، في الجريدة الرسمية للبلد الأوروبي، أمرا بتمديد إغلاق "الحدود البرية" مع المغرب في سبتة ومليلية لمدة خمسة عشر يوما أخرى. وأرجأت الحكومة الإسبانية، على الأقل حتى 15 ماي المقبل، إعادة فتح المعابر الفاصلة على الرغم من إعادة العلاقات بين البلدين وتحسن الوضع الوبائي بسبب ما اعتبرته مصادر صحفية إسبانية "خلافات" في آلية عودة عمل المعابر بين مدريدوالرباط. وأشارت صحيفتا "الباييس" والكورييو" وفق ما سمتها مصادر دبلوماسية، أن النية الأولية للسلطة التنفيذية في مدريد كانت هي فتح المعابر يوم الأحد الأول من ماي، أمام عبور البضائع والمركبات، بعد أكثر من 25 شهرًا من الإغلاق الكامل الذي بدأ في مارس 2020. ويبدأ الخلاف بين الطرفين، حسب المصادر الإسبانية، حول كيفية إدارة إعادة فتح المعابر البرية، والتي تأمل إسبانيا في جعلها أكثر تنظيماً وبمعايير أقرب إلى معايير الحدود الدولية "العادية". وتضيف أن إسبانيا تريد العمل على إعادة تنشيط حركة البضائع ولكن بشكل رسمي عبر إعادة فتح مكتب الجمارك التجارية، الذي أغلقه المغرب من جانب واحد في عام 2018 في معبر مليلية ، وإنشاء مكتب في سبتة. وذكرت ذات المصادر، أن الشؤون الخارجية الإسبانية، كشفت عن أن الجانب المغربي يعتبر أن تنشيط الجمارك التجارية هو اعتراف بالسيادة الإسبانية على كلتا المدينتين، وتشير في ذات الصدد أت الرباط مهتمة أيضًا بفرض رسوم جمركية على عبور البضائع عبر الحدود، ووقف "التهريب المعيشي" . وأكدت المصادر الإسبانية، أن العقبة الرئيسة الأخرى في المفاوضات هي العمال عبر "الحدود"، حيث أرادت إسبانيا ضم المواطنين المغاربة الذين يعيشون في منطقتي الناظور وتطوان والذين لا يحتاجون إلى تأشيرات لدخول المدن الإسبانية، في المرحلة الأولى لإعادة إحياء المعابر. وأضافت نفس المصادر أن المغرب رفض هذا المقترح الإسباني، وأراد فتح المعابر الفاصلة للمقيمين فقط في الاتحاد الأوروبي وللأشخاص الحاملين تأشيرة "شنغن"، في وقت يحتاج فيه اقتصاد ثغري سبتة ومليلية للعمال المياومين المغاربة لسد حاجاتيهما لليد العاملة. ويرتقب أن يحصل تقدم في المفاوضات بين البلدين، حول آلية فتح المعابر وتنظيم دخول وخروج الأشخاص والبضائع، بعد الإجتماع الذي سيجمع وزراء إسبان بنظرائهم المغاربة في الرباط في 5 ماي المقبل. وبحسب صحيفة "الإسبانيول" القريبة من مراكز القرار الإسباني، فإن ممثلي وزارات الداخلية والخارجية والنقل والسياسة الإقليمية والصحة بالإضافة إلى نائب وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية، سيسافرون للرباط بغية المرحلة العملية للإعلان المشترك الصادر بعد لقاء الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وأوضحت "الإسبانيول" أن الجانبان، المغربي والإسباني، سيلتقيان في مجموعات عمل مشتركة لتنفيذ جميع الاتفاقات، بما في ذلك شحن الغاز المسال المعاد تحويله في إسبانيا للمغرب عبر خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي، وهو الأمر الذي شدد عليه المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى بيتاس يوم الخميس الماضي، قائلا إن قطاع الغاز سيكون أحد المحاور المهمة لما سماه "الرابطة الاستراتيجية" بين المغرب وإسبانيا. وستناقش جلسات العمل المشترك بين الطرفين في اجتماع 5 من ماي، التحضير لعملية "مرحبا 2022″، في إطار اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة، إذ تعتبر هذه العملية من أكبر تحركات الأشخاص عبر القارات في وقت زمني محدود. وتشير الأرقام الرسمية أن أكثر من 3 ملايين شخص وأكثر من 700 مائة ألف عربة، عبروا من موانئ إسبانيا نحو المغرب عام 2019، ما يعني للطرفين ضرورة النقاش حول تفاصيل العملية المتوقفة منذ عامين. وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة الإسبانية دائما، بأن وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة سيلتقي نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على هامش اجتماع التحالف العالمي ضد "داعش" في مراكش يوم 11 ماي بحضور وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن.