أكدت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه أن على الدول التي تفكر في جعل التطعيم ضد كوفيد إجباريا ضمان احترام حقوق الإنسان، مشددة على أن فرض اللقاحات لم يكن يوما مقبولا. وقالت باشليه في رسالة مصو رة "لا يجب تحت أي ظرف كان إجبار الناس على تلقي اللقاح، حتى وإن كان لرفض الشخص الامتثال لسياسة التطعيم الإجباري عواقب قانونية أخرى، بما يشمل مثلا فرض غرامات". من جهة أخرى، دعت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إلى توفير حماية أفضل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما ، وهي الفئة العمرية الأكثر تضررا حاليا ، مع إبقاء التطعيم الإلزامي "كحل أخير"، في ظل تفشي جائحة كوفيد-19. في القارة العجوز، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى حدوث 500 ألف حالة وفاة إضافية بحلول الربيع، توفي أكثر من 120 ألف شخص جراء كوفيد-19 منذ إطلاقها هذا التحذير الشهر الماضي. مع اقتراب احتفالات نهاية العام المرادفة للم شمل الأسر والعديد من الرحلات، ترتفع حصيلة الضحايا حالي ا إلى "عتبة عالية" مع أكثر من 4 آلاف حالة وفاة يوميا ، بحسب المنظمة. وفي ظل القلق بشأن المتحورة "اوميكرون"، تتزايد الإصابات في أوروبا لدى جميع الفئات العمرية، "مع ملاحظة أن أعلى المعدلات هي راهنا لدى الذين تتراوح أعمارهم بين 5-14 عاما "، وأحيانا تتضاعف مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من بقية السكان، وفق ما ذكر المكتب الإقليمي للمنظمة في أوروبا. لتجنب المزيد من إغلاق الفصول الدراسية وإعادة التعليم عن بعد، نصح الفرع الإقليمي للمنظمة في أوروبا بتعزيز فحوصات التشخيص في المدارس والنظر في تطعيم التلاميذ. الاثنين، حذرت دراسة أجراها البنك الدولي والعديد من المؤسسات الدولية من تأثير أكبر من المتوقع للوباء على التعليم ومستقبل الأطفال في جميع أنحاء العالم. وذكرت الدراسة أن جيل الشباب الملتحق بالمدرسة حاليا معرض لخطر فقدان ما يقرب من 17 ألف مليار دولار من الدخل في حياتهم بسبب إغلاق المدارس جراء الوباء. أكدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنه على الرغم من عودة تفشي الوباء في أوروبا بقوة، فإن التلقيح الإجباري، الذي أقرته أو تنظر فيه بعض الدول، يجب أن يبقى "حلا أخيرا " ي عتمد "فقط بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى الممكنة لتعزيز حملات التلقيح"، حيث أن تأثيره على "ثقة العامة" يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن "ما هو مقبول في مجتمع ما ليس ناجح ا أو مقبول ا في مجتمع آخر". بدون تقديم نتائج علمية جديدة، أعربت المنظمة من جديد عن قلقها حيال المتحورة أوميكرون، لكنها دعت إلى التحرك دون الانتظار حتى تصير طاغية. وقالت "إن اوميكرون موجودة وتزداد انتشار ا ونحن محقون في قلقنا وحذرنا. لكن المشكلة الآن هي (المتحورة) دلتا وكيفية اتحادنا ضد دلتا اليوم سيكون انتصارا على اوميكرون غدا "، قبل أن تتزايد الإصابات بشكل كبير. وفي واشنطن، أكد كبير علماء البيت الأبيض أنتوني فاوتشي الثلاثاء أن تحديد مدى شدة متحورة فيروس كورونا الجديدة أوميكرون سيستغرق أسابيع، لكن المؤشرات الأولية تدل على أنها ليست أسوأ من سابقاتها بل قد تكون أخف. وقال فاوتشي لفرانس برس "من شبه المؤكد بأنها ليست أكثر شدة من دلتا.. هناك إشارات إلى أنها قد تكون أقل شدة حتى". في بروكسل، دعت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء الثلاثاء إلى تنسيق القيود التي تفرضها على السفر لمواجهة تفشي كوفيد والمخاوف المتعلقة بالمتحورة اوميكرون. وأكدت مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي ستيلا كيرياكيدس في اجتماع لوزراء الصحة الأوروبيين في بروكسل أنه "من الضروري المحافظة على نهج منسق بالكامل" ما يتعلق بالقيود المفروضة على الحدود وتوصيات السفر. ومن المقرر أن يتصدر تفشي وباء كوفيد-19 جدول أعمال القمة الأوروبية في 16 كانون الأول/ديسمبر. يتعين على زعماء الدول والحكومات التوافق من أجل "ضمان ألا تقوض قيود (مكافحة كوفيد) السوق الموحدة وألا تعرقل بشكل غير متناسب السفر بين الدول الأعضاء ونحو أوروبا"، وفق النتائج الاولية التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس. تم رصد 212 إصابة مؤكدة بأوميكرون في دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 حتى منتصف يوم الاثنين، بحسب أخر تعداد أجراه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وتتوقع وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الأوبئة أن تصبح المتحورة اوميكرون هي الغالبة في أوروبا في "الأشهر القليلة المقبلة". كما تتوقع النروج أن تصبح المتحورة الجديدة هي السائدة في دول الشمال "بحلول كانون الثاني/يناير على أبعد تقدير". وازداد عدد الدول المتضررة في الأيام الأخيرة من المتحورة الجديدة مع الإبلاغ عن الحالات الأولى في الأرجنتين وجزر فيجي. كما طلبت السلطات الأميركية من رعاياها الاثنين تجنب السفر إلى عشرات الدول بما في ذلك فرنسا والبرتغال.