جرى، اليوم الخميس، برواق وزارة الثقافة والشباب والرياضة ، ضمن فعاليات الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، توقيع ديوان « طعنات في ظهر الهواء » للشاعر والإعلامي المغربي محمد بلمو ، الذي اشتغل فيه على مجموعة من المفارقات الاجتماعية التي لها صلة، بالمحافظة على البيئة، وبمآسي تعانيها البشرية . وأبرز بلمو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش توقيع هذا الديوان ، أنه يرصد المخاطر التي تتعرض لها البيئة باعتبار أن الهواء ضروري لاستمرار الحياة ، لافتا إلى أن الحياة تتعرض للطعن والغدر بسبب تطور الصناعات، وما تنتجه من غازات سامة، وأيضا الانبعاثات الحرارية، وما يهدد طبقة الأوزون وما يشكله ذلك من خطر على السير الطبيعي للحياة . وأكد أن الهواء يرمز من جهة إلى البيئة ، وهو ضروري للحياة ومع ذلك فالإنسان يطعنه ويغدره من الخلف، وهذا يشكل خطرا على الحياة الإنسانية برمتها ، لأن الاختلال الذي يمكن أن تعرفه الطبيعة والمناخ من شأنه أن يؤدي إلى كوارث وغيرها مما يمكن أن يضر بحياة الإنسان ويهدد الكرة الأرضية بشكل عام . وأوضح بلمو أن الهواء يرمز، أيضا، إلى الحرية التي تتعرض لمخاطر بسبب صعود اليمين المتطرف في العديد من الدول في أمريكا وأوربا، مما يعني اكتساح مظاهر التطرف ورفض الآخر والرأي والاختلاف وحتى التنوع، وفرض نوع من النمطية والرأي الوحيد ، وهو ما يهدد الهوية والحرية التي يرمز إليها الهواء في العنوان . وقال إنه تحدث في بعض النصوص أيضا عن قضايا إنسانية وعن دور الحروب في المآسي التي يعانيها المدنيون في عدة بقاع من العالم، إضافة إلى نصين يرصدان معاناة الشعب الفلسطيني والموقف الثابت للمغاربة من القضية الفلسطينية. وعن الحزن الذي يخيم على ديوان « طعنات في ظهر الهواء »، كشف الشاعر بلمو أن ذلك بسبب فقدان حفيدته التي كانت تحمل اسم » أريج »، والتي خصص نصا أساسيا لمناجاتها يحمل عنوان « ع ود ي أ ر يج كي ن ر ق ص « ، فيما عبر في نصين آخرين يحملات عنوان « بين ق و س وقوس « ، و »لا ي د .. ل ي »، عن العجز في القيام بأي شيء من أجل إنقاذ » أريج ». وأضاف الشاعر بلمو أن طابع الحزن لا يقتصر على معاناة شخصية، ولكنه مفتوح على معاناة إنسانية، حيث هناك مظاهر الفقر، والظلم والحروب وما تخلفه من مآسي وكوارث وغيرها، والتي تعزز الإحساس بالحزن والغدر الذي يتعرض له الإنسان في عصر يتم التحدث فيه عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومجموعة من الشعارات التي تبقى فارغة ، مقارنة مع ما يقع من طرف القوى العظمى . جدير بالذكر أن محمد بلمو، شاعر وإعلامي مغربي ولد سنة 1964 بقصبة بني عمار بزرهون ما بين مدينتي فاس ومكناس. حاصل على إجازة في الفلسفة علم الاجتماع وعلم النفس من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 1989، فاز بجائزة عائشة مكي للمراسلات القضائية لجريدة لوبينيون (جائزة لجنة التحكيم) سنة 1995. اشتغل في الصحافة المكتوبة لأزيد من عشريين سنة، قبل أن يعين مكلفا بالصحافة في وزارة الثقافة. « ط عنات في ظ ه ر اله واء » هي المجموعة الشعرية الرابعة التي صدرت للشاعر محمد بلمو في نهاية سنة 2019، عن منشورات جمعية الفكر التشكيلي، في طبعة تتصدرها لوحة للفنان محمد الإدريسي المنصوري، بعد ثلاث مجاميع شعرية هي: صوت التراب ( شعر)، منشورات اتحاد كتاب المغرب سنة 2001، وحماقات السلمون (شعر) مشترك مع الشاعر عبد العاطي جميل سنة 2007، ورماد اليقين مجموعة شعرية في طبعتين سنة 2013 وسنة 2017، وحمار رغم أنفه (مسرحية) مشتركة مع السيناريست والكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار سنة 2018. وتضم المجموعة الجديدة خمسة عشر نصا هي على التوالي: هم ه مات ، لامية 2012، ل ا ت وق ف وا ن ار ك م ، أ ي ت ه ا ال أ ح ز ان م ه ل ا، الس اح رة، جرى الذي جرى، س ت فاج ئ ه م ، ع ود ي أ ر يج كي ن ر ق ص ، ط عنات س حيق ه ، ب ريد الج ث ث ، ال أم ل .. لا ي م وت ، بين ق و س وقوس ، لا ي د .. ل ي، عندما أموت ، لا أكتب