تجمع حشد كبير في كرمان الإيرانية الثلاثاء لحضور مراسم دفن الجنرال قاسم سليماني، متوعدين بالانتقام لمقتله بهتافات « الموت لأميركا »، قبل أن يوارى الثرى كما هو مقرر بعد الظهر في هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق إيران. وامتلأ وسط المدينة، مسقط رأس قائد فيلق القدس الراحل، بمد بشري شبيه بالذي شهدته البلاد الاحد والاثنين في طهران ومدن أخرى في البلاد خلال التشييع الشعبي لجثامين سليماني ورفاقه الذين قتلوا معه في ضربة أميركية الجمعة في بغداد. وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للحشد في كرمان أن « طرد الولاياتالمتحدة من المنطقة بدأ ». وأضاف « إرادتنا حازمة. نقول أيضا لأعدائنا إننا سننتقم، وإذا ضربوا (مجددا ) سوف ندمر مكانا محببا لقلوبهم ». وتابع « هم يعرفون عن أي أمكنة أتحدث ». وأكد قائد الحرس الثوري وأمامه نعشي سليماني وذراعه اليمنى العميد حسين بورجعفري من ساحة أزادي في كرمان أن « الشهيد قاسم سليماني أقوى وأكثر حياة بمماته »، و »هو أخطر الآن بالنسبة للعدو ». وفي خطوة رمزية لتزامنها مع مراسم دفن سليماني، اعتمد مجلس الشورى لإيراني الثلاثاء بشكل طارئ قانونا يعتبر كافة القوات الأميركية، بما في ذلك وزارة الدفاع، « إرهابية ». وكان البرلمان الإيراني أقر مؤخرا قانونا يعتبر « إرهابية » القوات الأميركية المنتشرة في القرن الإفريقي إلى آسيا الوسطى، مرورا بالشرق الأوسط. لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وكافة القوات الأميركية والمسؤولين عن اغتيال سليماني، وكل شخص معنوي أو حقيقي مرتبط باغتيال سليماني في إطار هذا التصنيف. من المقرر أن يوارى سليماني الثرى في كرمان بين الساعة 14,00 و16,00 (10,30 و12,30 ت غ)، بحسب الإذاعة الرسمية. ويعتبر سليماني، الذي رقي لرتبة فريق بعد اغتياله، بطلا في بلاده لجهوده في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويرى الإيرانيون أن سليماني جن ب بلادهم الاضطرابات نفسها التي عانت منها دول الجوار مثل العراق وسوريا بسبب ذلك التنظيم. وانتظر البعض طوال الليل في كرمان ليتمكنوا من المشاركة في مراسم الدفن. ويقول همت دهقان أحد المشاركين « نحن هنا لنود ع القائد الكبير للدفاع المقدس »، في إشارة إلى دور سليماني في الدفاع عن إيران خلال الحرب الإيرانيةالعراقية (1980-1988). وأكد هذا المقاتل السابق البالغ من العمر 56 عاما لوكالة فرانس برس « كان محبوبا ليست فقط في كرمان أو إيران بل في العالم أجمع ». أكد الرجل أن سليماني « كان محبوبا في العالم كله، من المسلمين والشيعة، في العراق وسوريا وأفغانستان وخصوصا في إيران، والجميع مدينون له بحمايتهم »، مشيرا إلى أنه قدم من شيراز الواقعة على بعد أكثر من 500 كلم من كرمان. ومنذ اغتيال سليماني بضربة أميركية في مطار بغداد، زادت الخشية عالميا من تصعيد إضافي في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يدعو القادة المدنيون والدينيون والسياسيون في إيران إلى رد مزلزل انتقاما لمقتله، تتزايد الدعوات في العالم إلى « خفض التصعيد ». وفي ظل مناخ شديد التوتر بعد أشهر من الضغوطات المتبادلة بين واشنطنوطهران، على خلفية تصعيد عسكري في منطقة الخليج والخلافات بشأن الملف النووي الإيراني، أثارت الولاياتالمتحدة التباسا الاثنين بعدما نشرت عن طريق الخطأ رسالة موجهة للسلطات العراقية تفيد بأن واشنطن بدأت الاستعدادات لسحب جنودها من العراق. ونفى وزير الخارجية الأميركية مايك إسبر في مؤتمر صحافي أن تكون لدى بلاده نية بالانسحاب من العراق، قائلا « لم يتخذ أي قرار للانسحاب من العراق ». في غضون ذلك، أعلن الجيش الألماني الثلاثاء أنه سيسحب جزءا من جنوده المنتشرين في العراق لمهمات تدريب، ونقلهم « بشكل موقت » إلى الأردن والكويت، بسبب التوتر في المنطقة.