كشفت الزوجة الأولى لحاكم دبي محمد بن راشد، رندا البنا، تفاصيل لأول مرة عن حياتها مع الشيخ قبل عقود، مشيرةً إلى أن ابنتهما أصبح عمرها 40 عاماً لكن لا تستطيع رؤيتها حتى الآن. جاء ذلك في مقابلة حصرية أجرتها صحيفة Sunday Times البريطانية، مع رندا الأحد 22 دجنبر 2019. نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الصحيفة قولها إن رندا «عاشت حياة استثنائية بكل المعايير، بدأت بالزواج من أمير من أغنى الأسر الحاكمة في الشرق الأوسط، وحفلت تلك الحياة بالطائرات الخاصة والشمبانيا والحفلات في ملهى ترامب الليلي في لندن». ثم جاء الطلاق والعودة مفلسة إلى بيروت، وقد فصلت بالقوة عن طفلتها الصغيرة، ثم جاء الاختطاف، وإجبارها على الزواج من أحد قادة الميليشيات المسلحة المقاتلة في الحرب الأهلية اللبنانية. يأتي حديث رندا الآن بعدما بلغت الرابعة والستين من عمرها، وهي تحاول منذ عقود التواصل مع ابنتها منال التي أصبحت اليوم في الأربعينيات من العمر، وقد تزوجت الشيخ منصور نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة. الصحافية لويز كالاغان التي أجرت المقابلة مع الزوجة السابقة لحاكم دبي، نقلت عن رندا قولها إن «الشيخ محمد ليس رجلاً سهلاً. إنه ليس كذلك. إنه عنيد جداً». أضافت رندا: «اتخذت قراري، ولا أستطيع أن أرى منال الآن. لا أعرف شكلها. غير مسموح لي أن أراها، لأنني أنا التي اخترت أن أغادر، لذلك هذا هو عقابي. أن لا أرها، هذا ليس عدلاً. كل هذا لأنني اتخذت قرار الرحيل، وأن أكون حرة. تتساءلين لماذا أردت حريتي. انظري ماذا كلفتني». كيف تعرفت على الشيخ محمد؟ تقول رندا إنها حين التقت الشيخ محمد بن راشد عام 1972، لم تكن لديها فكرة عمن يكون، فقد كانت في السادسة عشرة من العمر، ومنسجمة بالرقص في حفل خطوبة إحدى صديقاتها، حين تقدم منها رجل ليخبرها أن ابن حاكم دبي يرغب بالتحدث إليها. لم تتأثر رندا بالعرض، فابنة السياسي اللبناني، لم تكن قد سمعت بدبي، وشعرت بأن اسم الشيخ طويل جداً بحيث يصعب تذكره، وكان جوابها: «إذا كان يريد التحدث معي يمكنه أن يأتي إليّ». جاء الشيخ فعلاً، وجرى بينهما حديث مختصر، وبعد يومين كان في بيت والديها بصحبة حاشية كبيرة وطلب يدها للزواج. يأتي كشف رندا بعد هرب الأميرة هيا الحسين، الزوجة السادسة للشيخ محمد، وانتشار أخبار خلافهما على حضانة أولادهما، ووصول الأمر إلى القضاء البريطاني. حافظت رندا كما تقول على أسرار عائلة آل مكتوم لعدة عقود، على أمل أن صمتها سيمكنها من رؤية ابنتها، لكن اليوم صحتها في تراجع، وهي في غاية القلق من تعرضها هي أو أحد أبنائها من زواجها الثاني للانتقام بسبب كشف ما جرى، وقد أمضت نحو 10 سنوات وهي تجمع ذكرياتها، التي تأمل أن تنشرها. إلا أن أكثر ما ترغب به هو أن تعرف ابنتها بأنها تحبها، وأنها لم تكن تريد تركها طوال تلك السنين. عاش الزوجان الشابان في لندن لبعض الوقت قبل الانتقال إلى دبي، حيث لم تعجب الفتاة البيروتية بنقص وسائل الراحة ولا بالثقافة البدوية التي كان زوجها متعلقاً بها بشدة. وتقول إنه كتب لها قصائد، لكن لم تفهم أياً منها. كشفت رندا أيضاً أن عائلة زوجها «أصرت على أن تغير اسمها الذي اعتبروه أوروبياً جداً إلى هيفاء». وأضافت: «أزعجته جرأتي في الحديث، لم أكن أستطيع كتم شيء في داخلي. لم أكن أفكر أنه عندما تتحدثين مع فرد من العائلة الحاكمة يجب أن تراقبي نفسك». نهاية الزواج رغم ذلك كانا عاشقين، وكان عمرها 18 عاماً وترفل بالسعادة حين وضعت ابنتها. لكن سرعان ما سقط كل شيء خلال زيارة قصيرة إلى عائلتها في بيروت عقب ولادة منال بفترة قصيرة، حيث علمت بأمر قام به الشيخ خلال فترة حملها، وقد أنكر هو صحة ذلك، لكن رندا طلبت الطلاق. انتهى الأمر بعودتها إلى بيروت ومنعها من اصطحاب ابنتها ذات الخمسة أشهر، وقالت رندا: «حينها خسرت عائلتي، لم أرد أن تحدث مع أي منهم. خسرته، خسرت بيتي، وخسرت ابنتي، خسرت كرامتي وكبريائي، خسرت كل شيء. دفعت ثمن الحب». لم تكن تلك الضربة الوحيدة في حياتها فعند نقطة تفتيش في بيروت التي ترزح تحت نير الحرب الأهلية، اختطفت رندا، وأجبرها خاطفها، وهو أحد قادة الميليشيات على الزواج منه، وكانت حياتها معه «عاصفة، ويتخللها الكثير من العنف، أنجبت له طفلين»، وكان دائماً يهددها بالقتل، وأطلق مرة النار على ساقها لأنها «وضعت قدميها على الطاولة». ومرة قصّ شعرها الطويل لأن رجلاً آخر أبدى إعجابه به. عندما انتهت الحرب الأهلية انتقمت لنفسها، ووشت بزوجها للسلطات، فألقوا عليه القبض، وبالمقابل سمح لها ولطفليها منه بالسفر إلى إيطاليا، حيث تعيش حتى اليوم. وبعدها ببضعة سنوات تم اغتيال الزوج. وتقول رندا إن الشيخ محمد ساعدها بدفع أتعاب المحامي لطلاقها من رجل الميليشيا، وعندما أصبحت حرة كررت محاولاتها لمشاهدة منال، وتوسلت إلى الشيخ ليسمح لها، ولكنه كان دائماً يعد، ولا يحقق الوعود. أضافت الزوجة السابقة أن الشيخ محمد بن راشد أعطاها صورة منال وهي طفلة تحبو، وهي الصورة الوحيدة التي تملكها، بعدها بسنوات أدركت أنها لم تكن صورة منال على الإطلاق، وإنما صورة أحد اطفاله الآخرين. وتقول: «أحببت صورة لم تكن لطفلتي. عرفتها. وحضنتها». اختبار غريزة الأمومة في عام 2000 سافرت إلى دبي، واتصلت بالشيخ وطلبت رؤية ابنتها، فأعطاها الشيخ عنواناً وطلب منها أن تأتي مرتدية أجمل ملابسها، وكان المكان احتفال بعرض جوي إماراتي يحضره آلاف من الناس، «سألته أين هي؟ فأجاب بأنها بالداخل، حاولي أن تتعرفي عليها، أريد أن أرى غريزة الأم». بحثت رندا في القاعة بين مئات النساء عن ابنتها لكنها فهمت أنها لم تكن موجودة، وفي اليوم الثاني غادرت دبي. وتقول إنها منعت بعدها من دخول الإمارات. «هل تعلمين سبب المنع؟ لأنني خطرة على الأمن. أنا أم ابنته. تخيلي». وحاولت بعدها دخول الإمارات بشكل سري عام 2005 ضمن حاشية صديقة لها أميرة سعودية لحضور زفاف منال، لكن قبل أيام من موعد سفرها هوجمت من قبل رجل يحمل مضرب بيسبول. وأسفر الهجوم عن جرح طويل احتاج إلى 27 قطبة، وكسر أربعة من أضلاعها. وحين استيقظت كان الشيخ محمد إلى جانبها ليعبر عن تعاطفه، ويقدم استعداده ليدفع مصاريف علاجها، وكانت خائفة جداً و»سألته ما الذي فعلته. فأجاب هل أنت مجنونة؟ أنت من عائلتي. لا يمكن أبداً أن أؤذيك». اضطر الأطباء إلى إدخال قفص معدني مع ثمانية براغي داخل جذعها، وكان عليها استعمال الكرسي المتحرك طوال أربع سنوات. لكن رندا البنا تختم حديثها قائلة «لو سمح لي برؤية ابنتي سيكون قد عوضني عن كل شيء. كل ما أريده هو أن أحضنها بين ذراعي مرة أخرى».