مازال فيروس العوز المناعي البشري يشكل إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى، وقد حصد أرواح أكثر من 32 مليون شخص حتى الآن. ومع ذلك، فمع الزيادة في إتاحة الوسائل الفعّالة للوقاية من فيروس العوز المناعي البشري وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به، بما في ذلك حالات العدوى الانتهازية، أصبحت العدوى بالفيروس حالة صحية مزمنة يمكن توفير تدبيرها العلاجي للسماح للأشخاص المتعايشين مع الفيروس بالتمتع بحياة طويلة وبالصحة. وأفاد تقرير منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لفيروس العوز المناعي البشري « الإيدز » » المصادف ل1 دجنبر من كل عام، بأن عدد الإصابات بالفيروس بلغ 107 مليون إلى حدود 2018، وأن نحو 37.9 مليون شخص متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري، إلى حدود نهاية 2018. وسجل تقرير الصحة العالمية، أن جهود تغطية الخدمات لمحاربة المرض، شهدت زيادة مطردة. ففي عام 2018، كان 62٪ من البالغين و54٪ من الأطفال المتعايشين مع الفيروس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية المستمر طوال الحياة. وأضاف التقرير، أنه من مجموع 37.9 مليون شخص مصاب بفيروس العوز المناعي البشري في نهاية عام 2018، خضع 79% منهم للاختبار وتلقى 62% منهم العلاج، في حين تمكّن 53% منهم من التخلص من الفيروس دون أن يشكلوا أي خطر على الآخرين. وقد ساهم في هذا النجاح الآلاف من العاملين الصحيين المجتمعيين وأعضاء شبكات المصابين بفيروس العوز المناعي البشري وشبكات الفئات السكانية الرئيسية (العديد منهم مصابون بفيروس العوز المناعي البشري أو متأثرون بالوباء). وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2019، تسلّط المنظمة الضوء على الأثر الذي تحدثه المجتمعات المحلية في الجهود الرامية إلى القضاء على فيروس العوز المناعي البشري، مسترعيةً الانتباه العالمي إلى ضرورة العمل معها على نطاق أوسع من أجل تعزيز الرعاية الصحية الأولية.