شيعت فرنسا اليوم الاثنين رئيسها الأسبق جاك شيراك الذي توفي الخميس الماضي عن 86 عاما، وشارك في مراسم التشييع نحو ثمانين شخصية أجنبية، كما التزم الطلاب والموظفون دقيقة صمت بأنحاء البلاد. وأُعلن الاثنين يوم حداد وطني في فرنسا، مع لزوم دقيقة صمت في الإدارات والمدارس، في حين حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مراسم تكريم عسكرية وجنازة رسمية في كنيسة سان سولبيس بباريس. وإلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والكونغولي دينيس ساسو نغيسو، شارك في المراسم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيسا الوزراء اللبناني سعد الحريري والمجري فيكتور أوربان، والملك الأردني عبد الله الثاني. وأعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال منذ يوم الجمعة الماضي مشاركتهم. ومن الشخصيات الأجنبية المشاركة سياسيون كانوا في الحكم في عهد شيراك، مثل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والمستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، والرئيس السنغالي الأسبق عبدو ضيوف. وفور الإعلان الخميس الماضي عن وفاة شيراك بعدما كان يعاني من المرض منذ سنوات، سارعت شخصيات عدة عبر العالم إلى تقديم التعازي والتكريم، بينها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وحيا بوتين الخميس زعيما « حكيما وصاحب رؤية »، بعدما كان أبدى في مقابلة أجرتها معه صحيفة فايننشال تايمز في يونيو/حزيران الماضي إعجابه بشيراك، مؤكدا أنه أكثر زعيم تأثر به في مساره السياسي. وجاء رد فعل الولاياتالمتحدة على وفاة شيراك متأخرا بعض الشيء، وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان أمس الأحد أنه « بعد تكريسه حياته للخدمة العامة، عمل الرئيس الأسبق شيراك بلا كلل للحفاظ على القيم والمثل العليا التي نتشاركها مع فرنسا ». وتقاطر الفرنسيون منذ الأحد بالآلاف إلى مبنى « ليزانفاليد » الذي يؤوي أضرحة بعض من كبار رجال فرنسا مثل نابليون، لإلقاء التحية أمام نعش شيراك الذي كان من أبرز وجوه الحياة السياسية الفرنسية وتنسب إليه -ولا سيما بعد انسحابه من الحياة السياسية- مزايا إنسانية وشخصية، ويجمع الكل على أنه « فرنسي بالعمق » بما له وما عليه. وانتظر المواطنون وسط مشاعر التأثر تحت المطر أحيانا في باحة المبنى واقفين في صف طويل امتد حتى الشارع، ليكرموا الرجل الذي قاد فرنسا على مدى 12 عاما بين 1995 و2007، بعدما كان رئيس بلدية باريس بين 1977 و1995. وعملا بطلب زوجته برناديت دُفن جثمان شيراك في مقبرة مونبرناس بباريس، حيث ترقد ابنتهما البكر لورانس التي توفيت عام 2016.