صورة راقية ورائعة، تلك التي ترجمها حفل افتتاح الدورة ال12 للألعاب الإفريقية الذي ترأسه، مساء أمس الاثنين، الأمير مولاي رشيد، عن مغرب التسامح والسلام، وأرض لقاء الرياضة الافريقية بالمملكة على مدى أكثر من 10 أيام من المنافسات. ولأن موعد الافتتاح هو تقديم واحتفاء بدول قارة الإنتماء، فإن الحفل كان اسثنائيا، وجسد قدرة بلد من بلدان افريقيا على النجاح في رهان الاستعداد لتنظيم تظاهرة من حجم الألعاب الافريقية خلال أ شهر معدودة، ونقل صورة عن افريقيا تتحرك وتتطور باستمرار على جميع المستويات. جمهور ومتتبعي دورة الألعاب الإفريقية استمتعوا على مدى أكثر من ساعة من الزمن بحبكة متناسقة لحلقات من الابداع، أبطالها أطفال، وشباب، وفنانون ورياضيون، نجحوا في رسم صورة المغرب التاريخية والحضارية والثقافية والفنية والرياضية بشكل مثالي، عبر 10 لوحات متتالية تم ترتيبها بدقة وعناية. تاريخ المملكة وحضارتها جسدته صومعة حسان التي توسطت المركب الرياضي محمد الخامس، وعلى جدارها الأمامي بدأ العد التنازلي لافتتاح دورة الألعاب الافريقية ابتداء من الرقم 20، والرقم له دلالته، حفل افتتاح لألعاب افريقية، يستحضر 20 سنة من حكم أحد قادة وزعماء افريقيا، الملك محمد السادس. انتهى العد التنازلي، ولوحات حفل الافتتاح تواصل الابداع والاثارة، المملكة لاتبخل على زوارها بطبيعتها المختلفة والمتنوعة، وتكرم فنانيها في حضرة افريقيا، وتستحضر لوحة للفنان الراحل حسن الكلاوي من خلال عرض مباشر في فن التبوريدة والفنتازيا جسده أربعة فرسان، ثم لوحة أخرى للفنان فريد بلكاهية. وتستمر اللوحات في البوح بأسرار حفل افتتاح يمكن القول أنه الأفضل في تاريخ الألعاب الافريقية، فتقدم تميز المملكة على مختلف المستويات والأصعدة على مدى 20 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، ثم تفتح صومعة حسان أبوابها لكل افريقيا لتعلن الرباط عاصمة للرياضة الافريقية، وتحمل مشعل ألعابها. وعلى طول لوحات هذا الحفل كان للرقصات والايقاعات الافريقية دور كبير في اعطاءه طابعا فريدا، ومما زاده تميزا الأغنية الرسمية لدورة الألعاب الافريقية التي أداها المغني المغربي العالمي رضوان. تميز المملكة المغربية في الاستعداد لهذه الألعاب لم يمر دون أن يشيد به رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي في كلمة له بمناسبة حفل الافتتاح، حيث نوه بالمجهودات التي بذلتها السلطات المغربية « لاعطاء هذه الألعاب طابعها الملائم الذي يعكس من جهة التاريخ الكبير للمملكة، ومن جهة أخرى حرص جلالة الملك على دعم الهوية الافريقية ». واعتبر السيد فكي أن الدول الكبرى فقط هي التي تستطيع الاستعداد لتظاهرة رياضة من هذا الحجم في ظرف 9 أشهر، بعدد مشاركين يصل إلى أكثر من 6000، وب17 مسابقة مؤهلة للألعاب الاولمبية طوكيو 2020. وتقام الدورة ال 12 من الألعاب الإفريقية، بمدن الرباط وسلا وتمارة والدار البيضاء وبنسليمان والجديدة، بمشاركة نحو 6.500 رياضي.