يأتي عيد الأضحى هذه السنة في سياق مميز وظرفية خاصة، تتسم بتزامنه مع مناسبات الدخول المدرسي والعطلة الصيفية وقبلهما بقليل شهر رمضان، الأمر الذي يحرج جيوب المغاربة ويثقل كاهلهم، ويضطرهم للاقتراض من المؤسسات البنكية أو الإنفاق من المدخرات المخصصة لتدريس الأولاد بغية اقتناء الأضحية. هذا التكلف المضني، في كثير من الأحيان، أثار جدلا مجتمعيا واسعا، ونقاشا حادا بين مثنين على سلوك تلك الأسر « تقديرا لحرصها على موافقة السنة »، ومعيبين « شقاءها المجاني »، اعتبارا لكون المستطيع غير المعسر هو المعني بتطبيق الشعيرة. ورغم هذا الاختلاف، فإن جمهور الفقهاء اجتمعوا حول تحريم اقتناء الأضحية عبر القروض الربوية، ورجحوا العدول عنها في هذه الحال، كما يقول الدكتور لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيراتتمارة، في تصريح ل »فبراير محمد موشان، رئيسُ المجلس العلمي المحلي لدرب السلطان-الفداء، بالدار البيضاء، اعتبر أن تكلف الناس فوق الطاقة لشراء الأضحية، تسطيح للدين وسقم في تفسير نصوصه، موضحا أن « كثيرا من المسلمين، جنحوا بالشعيرة من العبادة إلى العادة، فباتوا يرمون من ورائها إلى السمعة والرياء، أكثر من ابتغاء وجه الله ». موشان، أكد أن التضحية بدراسة الأولاد لاقتناء الأضحية مذموم لا يجوز، وضرب مثلا للتوضيح فذكر أن » الفرد الذي يتوفر على مصروف سنة، مخصص لأولويات مهمة تحفظ عيشه الكريم، إذا رأى أن اقتناء الأضحية سيحدث خللا في ذلك ويربك حساباته ويضطره للتخلي عن متطلب ما، فلا ينبغي له أن يرهق نفسه، وله الأجر كل الأجر في الاعتناء بأسرته وتوفير ظروف عيش طيبة لأولاده » في المقابل، شدد الشيخ السلفي، حسن الكتاني على أهمية الحرص على تعظيم شعيرة عيد الأضحى، وقال بجواز الاستدانة من أجل ذلك، إن لم يكن القرض ربويا، وعلم المستدين أنه قادر على سداده فيما بعد. ورفض الكتاني، دعوات البعض بمقاطعة العيد احتجاجا على استمرار اعتقال معتقلي حراك الريف، قائلا « المغاربة ابتلوا بأحداث أجل وأعظم، لكنهم لم يعطلوا يوما عيد الأضحى، ومن أراد ذلك فليحتج بالإضراب عن الذهاب إلى عمله، أو البحث عن سبل ضغط أخرى أكثر نجاعة وفعالية ». المتحدث، علق على اعتبار البعض العيد خرافة لا أصل لها، بقوله، أن ذلك استهانة بالدين، معتبرا أصحاب هذا القول، مردود عليهم بالنصوص الصحيحة والفعل المتواتر.