كلفت المشاريع المتعلقة بقطاع الجلد بفاس الذي يشغل 15 ألف من اليد العاملة، أي 41 في المائة من مجموع الصناع التقليديين بهذه المدينة، غلافا ماليا بقيمة 32، 172 مليون درهم. وتفيد وثيقة لغرفة الصناعة التقليدية بمناسبة النسخة الأولى من المعرض الوطني للجلد الجارية حاليا بفاس، بأن هذه المشاريع تخص ست بنيات، خمسة منها منجزة ومشروع واحد في طور الإنجاز ويتمثل في بناء مدبغة تقليدية مكملة بقطب الصناعة التقليدية بعين النقبي (2، 50 مليون درهم). أما المشاريع المنجزة، فتهم بناء سوق للجلود النيئة بعين النقبي (07، 14 مليون درهم)، ومركز الدعم التقني للدباغة التقليدية بشوارة (5، 9 مليون درهم)، وترميم وإعادة تأهيل دور الدبغ التقليدية بالمدينة العتيقة لفاس في إطار برنامج ترميم المآثر التاريخية (3، 97 مليون درهم)، واقتناء معدات الوقاية الشخصية لفائدة الصناع الدباغة لدار الدبغ شوارة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (45، 0 مليون درهم)، واقتناء معدات الوقاية الشخصية لفائدة الصناع الدباغة بدور الدبغ شوارة وسيدي موسى وعين أزليتن (8، 0 مليون درهم). وتتابع الوثيقة في سردها للبنيات التحتية لقطاع الجلد بالجهة، أن الدباغة التقليدية مزاولة حاليا بثلاث دور الدبغ تقليدية بالمدينة العتيقة لفاس وهي دار الدبغ شوارة ودار الدبغ كرنيز سيدي موسى ودار الدبغ عين أزليتن، تنضاف إليها المدبغة التقليدية بالحي الحرفي عين النقبي ودار الدبغ بمدينة مكناس. ويمثل رقم معاملات قطاع الجلد نسبة 40 في المائة من الرقم الإجمالي للمعاملات في قطاع الصناعة التقليدية بفاس التي تعد أزيد من 800 دباغ، أي بنسبة 45 في المائة من مجموع الصناع التقليديين الدباغة وطنيا. وتتميز دور الدباغة الثلاث بفاس بأقدميتها منها ما يعود للقرن التاسع (دار الدبغ سيدي موسى) التي تنتج من ألف إلى ألفي جلدة يوميا، والقرن ال11 (دار الدبغ عين أزليتن- من 500 إلى ألف جلدة يوميا)، والقرن ال16 (دار الدبغ شوارة- من 3 آلاف إلى 5 آلاف جلدة). وتستضيف فاس من 12 إلى 21 يوليوز الجاري الدورة الأولى من المعرض الوطني للجلد الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس-مكناس تحت شعار صناعة الجلد آفاق اقتصادية واعدة ». ويهدف المعرض الذي ينظم بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إلى المساهمة في إنعاش ورفع قيمة المصنوعات التقليدية بقطاع الجلد عبر التعريف بمهنها لدى العموم، وإعادة بت دينامية جديدة في مجال تسويق منتجات هذه المصنوعات، مع تمكين الزوار من الاطلاع على إبداعات الصناع التقليديين في مجال الجلد. ويعرف المعرض المنظم بتعاون مع مجلس جهة-فاس-مكناس ومجلس العمالة، مشاركة نحو 120 عارضة وعارض يمثلون الحرفيين والصناع التقليديين والمقاولات الحرفية الصغرى والمتوسطة والتعاونيات المهنية في مجال الجلد بجهات مختلفة بالمملكة. ويضم المعرض الذي يقام بفضاء (ملعب الخيل) على مساحة إجمالية تقدر ب4 آلاف متر مربع، فضاءات خاصة بالتحف ومنتجات خريجي معاهد التكوين وجناح تجاري للبيع وآخر للتصاميم وعروض على المشاغل وجناح للعتاد التقني وفضاءات أخرى. وتتخلل المعرض الذي يقام بتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس، ندوات وموائد مستديرة حول قطاع الجلد والميادين المرتبطة به والسبل الكفيلة للرقي بها، يؤطرها باحثون وخبراء في المجال، فضلا عن ورشات تكوينية لفائدة الحرفين والصناع التقليديين، وتكريم أسماء بصمت على القطاع، وسهرات فنية.