لا يزال التحقيق الذي نشرته صحيفة « إلموندو » الإسبانية تحت عنوان، » : Las ‘mujeres tapadera' del negocio en España de los espías marroquíes ((الغطاء النسوي لتجارة الجواسيس المغاربة في إسبانيا) يوم الإثنين الماضي، يثير الكثير من التساؤلات، داخل الأوساط السياسية بالمغرب. التحقيق الذي فجر مفاجآت من العيار الثقيل حول قضية يبحث فيها القضاء الإسباني منذ شهور، وجه أصابع الاتهام لمسؤولين مغاربة بتحويل مبالغ مالية كبيرة كان المغرب يوجهها كمساعدات إلى جمعيات ومراكز تشتغل في إسبانيا بهدف تأطير الأئمة والجالية المقيمة هناك، سعيا لمحاربة التطرف وترسيخ ثقافة الاعتدال وقيم التعايش وسط الجالية المغربية والمسلمة هناك (متهمون بتحويلها) إلى حساباتهم الخاصة، مستغلين وكالات أسفار مسجلة بأسماء زوجاتهم. وتعليقا على الموضوع، قال دريس الكنبور صحافي سابق بيومية المساء، ومتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية والمتطرفة، إن المعلومات المنشورة مأخوذة من كتاب صدر قبل شهرين في مدريد بعنوان El agente oscuro. الكتاب قصة غير مؤكدة لشخص يقول إنه اخترق جهاز المخابرات الخارجية المغربية وخرج بمعلومات غير مسبوقة، فهناك مشكلتان في الكتاب. الأولى أن مؤلفه مجهول فهو لا يحمل اسما. والثانية أن من قام بكتابة مقدمته هو اغناسيو صيمبريرو، وتساءل الكنبوري كيف يقدم صحافي معروف لكتاب مجهول؟ هل يعد كتاب مجهول الهوية مصدر معلومات لصحافي مهمته التدقيق في المصادر؟. هل لعب صيمبريرو دورا في تأليف الكتاب واختفى وراء المقدمة؟ هل الكتاب من وضع المخابرات الإسبانية تم تمريره إلى صيمبرورو؟. وأوضح الكنبوري في تدوينة نشرها على حسابه في الفيسبوك، أن صيمبريرو المذكور في التحقيق، شخص معروف بعدائه للمغرب منذ كان في جريدة الباييس ثم انتقل إلى الموندو، « قابلته قبل سنوات وأجريت معه حوارات مطولة نشرتها عام 2007. عام 2013 قام ببث شريط فيديو لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ضد المغرب أعاد نشره موقع لكم الإخباري واعتقل الصديق علي انوزلا بسبب ذلك. في نفس اليوم كتبت مقالا أتساءل فيه عن الطريقة التي حصل بها صيمبريرو على الفيديو، وكيف أنه هو الوحيد الذي حصل عليه، وما هي العلاقة بين النشر والمخابرات الجزائرية وبين هذه وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقلت ان التقنية المتطورة للفيديو تكشف أن وراءه جهاز دولة لا تنظيم. ثارت ثائرة صبمبريرو فرد علي يتهمني بالعمالة للمخابرات المغربية بينما أنا لا أعرف حتى آخر مسؤول فيها. في اليوم التالي كتبت مقالا ثانيا أقول له إنني إذا كنت عميلا فأنا عميل لمخابرات بلدي بينما أنت عميل لمخابرات بلد غير بلدك، وعميل مخابرات أجنبية يعتبر مرتزقا وفق التعريف الدولي. جن جنون الرجل فالتزم الصمت ». وأبرز الكنبوري في تدوينته أن المغرب يحتاج إلى الديبلوماسية الثقافية والأكاديمية داخل إسبانيا، وليس الاكتفاء بالجدران الخلفية، « إسبانيا بلد قوي وعضو الاتحاد الأوروبي أكبر قوة عالمية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستهلاك مقولة النموذج المغربي دون أساس ثقافي وإعلامي حسب الكنبوري مضيعة للوقت، لان العالم اليوم يتحرك بالقوة الناعمة والمغرب لا يملك فيها شروى نقير. وتعود تفاصيل القضية حسب التحقيق الذي نشرته « إلموندو »، إلى سنة 2015 حينما عمدت واحدة من المؤسسات الإسلامية التي كانت تتلقى المساعدات المالية من المغرب إلى فحص وتدقيق حساباتها، بعدما لاحظ أعضاؤها أن ما يتلقونه من مساعدات مالية من المغرب لم يحقق ما تم تسطيره من أهداف، حيث ظهرت مفاجآت وثغور في مصير الأموال. وسرعان ما دخل القضاء الإسباني على الخط، حيث عرضت القضية أمام محكمة إيغوالادا التي أمرا بفتح تحقيق مفصل في الملف، واعتبرت تحويل تلك المساعدات جريمة يعاقب عليها القانون. ومن جهته قال مجلس الجالية في بلاغ توصلت « فبراير » بنسخة منه، إن الاتهامات الواردة في المقال ضد الأمين العام للمجلس وأحد أفراد عائلته وعضو بالمجلس في إسبانيا، بخصوص المساهمة في عملية تمويلات غير قانونية، هي اتهامات باطلة تمس بمصداقية المؤسسة أولا وبشرف أمينها العام وعائلته وكذا بشرف ومصداقية جميع أعضاء المجلس. وشدد المجلس حسب نفس المصدر، ان كاتب المقال عمد وبسوء نية إلى تزوير الحقائق بخصوص مهام المؤسسة، وذلك بإضافة مهمة جديدة ووهمية للمؤسسة وهي « الإشراف على الأموال التي يرسلها المغرب في جالياته في الدول الأوروبية »، وهو أمر غير صحيح وتغليط للرأي العام وكذب على مؤسسة دستورية، يؤطر الدستور وظهير تأسيسها، بشكل واضح، المهام التي تطلع بها.