أطلق الفاعل الإيطالي « ماغنيتي ماريلي »، اليوم الثلاثاء بالمنطقة الحرة « طنجة اوتومتيف سيتي »، أشغال بناء مصنع لإنتاج نوابض السيارات والعربات النفعية باستثمار إجمالي يصل إلى 405 مليون درهم. ويرتقب أن ينطلق نشاط هذه الوحدة الصناعية، التي تمتد على مساحة تبلغ حوالي 20 ألف متر مربع، والذي وقعت اتفاقيته الاستثمارية خلال شهر شتنبر الماضي بالرباط، بحر العام المقبل، مع إحداث 500 فرصة عمل مباشرة، على أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى ستة ملايين قطعة سنويا. كما يتوخى المشروع مواكبة زبناء شركة « ماغنيتي ماريلي » المتواجدين بكل من المغرب وجنوب أوروبا، خاصة بإسبانيا وإيطاليا وتركيا. وبفضل النجاح المرتقب للشطر الأول من هذا المشروع، يعتزم الفاعل الإيطالي توسيع نشاطه بالمغرب لتحسين تغطيته للسوق، وذلك من خلال التوقيع اليوم الثلاثاء على اتفاقية استثمار جديدة لتشييد مصنع ثان في نفس الموقع مخصص لصناعة أنظمة الإنارة والقيادة الالكترونية والدواسات الخاصة بالعربات، والذي من المرتقب أن يتطلب استثمارا بقيمة 312 مليون درهم، وسيسمح بإحداث 200 منصب عمل إضافي. وفي كلمة بالمناسبة، أشاد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بإنجاز هذا المشروع الصناعي لهذا الفاعل العالمي المتخصص في صناعة تجهيزات السيارات، مشيرا إلى أن مشروع « ماغنيتي ماريلي » سيغذي أنظمة تموين أجزاء السيارات في إطار مخطط التسريع الصناعي. وأبرز تطور هذه المهنة الجديدة بالمغرب، وتواصل تعزيز سلسلة القيمة، بينما يرتفع معدل الاندماج المحلي ليناهز 55 في المائة حاليا، مضيفا أن نشاط « ماغنيتي ماريلي » سيفيد أيضا نسيج الممونين المحليين الذين سيطلبون من مصنع طنجة أنظمة النوابض. في السياق ذاته، أكد السيد العلمي أن المغرب أصبح منصة إنتاج قوية ومتنوعة تمنح أفاقا واعدة لشركة « ماغنيتي مايريلي »، داعيا إلى جعل هذين المشروعين « قصة نجاح » في مجال صناعة السيارات ونجاحا بالنسبة لشركة « ماغنيتي مايريلي » التي يمكن لها أن تعول على الدعم الأكيد للمغرب لتطوير نشاطها. من جهته، أشار الرئيس المدير العام لشركة « ماغنيتي ماريلي »، بييترو غورليير، أن المجموعة اختارت أن « تضع ثقتها في شركاء ذوو مصداقية، لاسيما الوكالة الخاصة طنجة المتوسط ومنطقة طنجة اوتوموتيف سيتي، واللذين أبانا عن قدرة كبيرة في مجال تطوير المقاولات المحلية، فضلا عن المؤهلات الكبيرة للمغرب اقتصاديا وماليا وفي صناعة السيارات ». وقال إن هذا المصنع سيسمح للمجموعة بوضع أسس نشاطها بالمغرب بهدف خدمة عدد من أهم زبائنها، خاصة أولئك المتواجدين بالمغرب، مضيفا أن المجموعة تطمح لأن تطور نشاطها من خلال افتتاح مصنع ثان مخصص لانظمة الإنارة والقيادة والدواسات، مؤكدة على التزامها مع المغرب ومع القارة الإفريقية. من جهته، أشار رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، أننا « في الموعد » لتشييد هذا المصنع الأول، مبرزا أن منطقة « طنجة اوتوموتيف سيتي »، التي كانت خالية قبل 3 سنوات، أصبحت اليوم مليئة بالمصانع، وهو ما يدل على دينامية المغرب وقدرته على إنجاز مشايع مهمة في وقت قياسي. من جانبها، اعتبرت سفيرة إيطاليا بالمغرب، باربارا بريغاتو، أن مشروع « ماغنيتي ماريلي »، الذي انطلق قبل عدة أشهر، يدل على مرحلة جديدة مهمة في التعاون بين المغرب وإيطاليا، مبرزة العلاقات الثنائية الممتازة، والتي تتجسد في ارتفاع الاستثمارات الإيطالية، ليس فقط في قطاع السيارات، بل في قطاعات الطاقة والبنيات التحتية، فضلا عن الاهتمام المتزايد للمقاولات الإيطالية بالفرص المتاحة في السوق المغربية. كما توقفت عند تطور المبادلات التجارية بين البلدين، موضحة ان إيطاليا تعتبر خامس شريك تجاري للمغرب، وسادس ممون له بحصة تناهز حوالي 5,6 في المائة من السوق، وثالث زبون له بحوالي 4,6 في المائة. وتصمم وتنتج شركة « ماغنيتي ماريلي »، التي تعتبر فرعا لشركة « فياط كرايزلر »، أنظمة ومكونات دقيقة لصناعة السيارات. وتوفر على 86 وحدة إنتاجية و14 مركزا للبحث التنموي تشغل حوالي 43 ألف شخص، موزعين على 19 بلدا، كما حققت عام 2016 رقم معاملات يزيد قيمته عن7,9 مليار أورو ، كما تزود المجموعة عددا من شركات صناعة السيارات بأوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية وآسيا والمحيط الهادي. وتشمل خطوطها الإنتاجية الأنظمة الإلكترونية والإضاءة وأنظمة الدفع وأنظمة التعليق والنوابض وأنظمة عوادم السيارات وأجزاء السيارات والخدمة بعد البيع والمكونات والوحدات البلاستيكية ورياضة السيارات.