«جوزى سابنى فى الشارع بطفلى بعد ما خلفت منه لأنه مش عايز أولاد وقطع ورقة جوازنا العرفى وسابنى لكلاب السكك، ولما اشتد بنا الجوع عرضت ضنايا للبيع وعرضت جسمى على راغبى المتعة الحرام، أصل الحاجة وحشة والفقر بيخلى الإنسان أحيانا يتخلى عن حاجات كتير».. بهذه الكلمات بدأت إحدى ضحايا الزواج العرفى رواية مأساتها ل«اليوم السابع» وأوضحت «ماجدة.م» 35 سنة ربة منزل: كنت فتاة صغيرة أجمع العرائس لألعب بها فى منزل جدرانه متهالكة وسقفه اقترب من الأرض كثيرا، برفقة أب عاجز عن توفير لقمة عيش لنا، وأم تنهش الأمراض فى جسدها دون أن نجد ثمن العلاج، «هو إحنا يا بيه كنا لاقين نجيب عيش حاف عشان نجيب علاج». ووسط هذه الحياة الصعبة القاسية أضافت ماجدة: كنت أحلم باليوم الذى أكبر فيه وأخرج إلى سوق العمل لأحصل على المال وأساعد والدى وأرسم الفرحة على وجهه وأمى.. وذات يوم استقيظت من نومى على أصوات مجموعة من الأشخاص يجلسون مع والدى، ومن خلف باب حجرتى شاهدت أحدهم يرتدى جلبابا أبيض و«شال» على رأسه «زى بتوع الخليج» ولهجته غير مفهومة، وتركوا أموالا لوالدى وانصرفوا بعد قرابة ساعة، وشاهدت الفرحة لأول مرة على وجه والدى، وفى هذه الليلة لأول مرة أكلنا لحمة، وأكلت كثيرا لدرجة إن «بطنى وجعتنى أصلى مش مولفه على اللحمة»، ولم يتحدث والدى معى فى شىء. وتابعت الضحية: مر أسبوع على زيارة الرجل العربى إلى منزلنا المتواضع.. تلك الزيارة التى غيرت معالم حياتنا تماما، ودخلت أمى غرفتى ودموعها تسبق حروفها وبعد مقدمات طويلة عرفت منها أننى سأتزوج هذا الرجل العربى الذى كان عمره يتخطى الستين عاما مقابل أموال كثيرة سيقدمها لأسرتى.. لم أكن ساعتها أدرك ماذا يعنى الزواج، لكن على كل حال عرفت من أمى أن هذا الأمر فيه خير لأسرتى فوافقت فى الحال، ومرت أيام قليلة وحضر الرجل بسيارة وذهبت معه بعدما جاءت سيدة إلى منزلنا وجهزتنى. وعن كواليس حياتها مع العربى قالت الضحية: دخلت برفقته شقة فارهة فى القاهرة استأجرها لعدة شهور، وتناولت معه العشاء، وبعدها لاحظت أنه يتناول كميات من الحبوب، فاعتقدت أنها أدوية وعرفت فيما بعد أنها أقراص منشطة جنسيا، وطلب منى خلع ملابسى، لكننى رفضت، مع أن أمى شددت على بأن أنفذ له ما يشاء، وبعد قرابة نصف ساعة من الحديث فشل الرجل فى إقناعى، فتحول إلى شخص شرس جردنى من ملابسى بالقوة، حتى أصبحت عارية تماما، ثم أحضر «حبال» وربطنى فى السرير، وعاشرنى جنسيا بقوة حتى كدت أفقد الوعى، وكرر هذا الأمر لمدة 3 أيام حتى أصبحت لا أطيق نفسى، وبعدها توسلت إليه أن يتركنى فأعطانى أموالا وعدت إلى أسرتى مرة أخرى. واستكملت الضحية طويلة القامة بدينة الجسد سمراء الملامح حديثها قائلة: مرت سنوات على بعد هذه الواقعة البشعة دون زواج حتى اقترب العمر من الثلاثين، وعندها تقدم شاب للزواج منى اشترط على أسرتى أن يكون الزواج عرفيا لمدة معينة ثم تحويل الأمر بعد ذلك إلى زواج رسمى فوافقوا، وتزوجته وطلب منى عدم الحمل حيث إنه لا يرغب فى الإنجاب حاليا، وعشت معه عدة أشهر، كان لا يشغله فيها سوى المعاشرة الجنسية، وعانيت من والدته التى كانت تقطن معنا بنفس الشقة بالمقطم فى القاهرة وكانت تتحكم فى حياتنا بصورة غير طبيعية، ورغم تشديده على عدم الحمل إلا أننى شعرت أن جنينا يتحرك داخل أحشائى، وعندما عرف ذلك جن جنونه وطردنى من الشقة ومزق ورقة الزواج العرفى برفقة والده، وساومنى على إجهاض الحمل مقابل الاستمرار فى الزواج لكننى رفضت. واستطردت الضحية: اسودت الدنيا فى عينى مرة أخرى، وبدأت الديون تتراكم على ولم أستطع العمل بسبب الحمل، ومع شدة الجوع الذى عطل تفكيرى ذهبت إلى سيدة وطلبت منها الحصول على المال مقابل أى شىء، فأخذتنى إلى شقة بالقرب من ميدان التحرير كان يجلس فيها رجل بمفرده وطلبت منى أن أعاشره مقابل حصولى منه على المال ولم أخبره أننى حامل، ومرت الأشهر ووضعت ابنى، وتوسلت إلى والده أن يساعدنى بالمال لكنه رفض ولم يعترف بالطفل، وبدأ الجوع ينهش أجسادنا أنا والطفل فعرضت فلذة كبدى للبيع، نعم قررت أبيع ابنى من أجل المال، «أصلى ما حدش جرب الفقر.. دا ممكن يخلى الواحد يبيع نفسه»، وبعدها بدأت أتغلب على الجوع وتراجعت عن تفكيرى وعدت بابنى إلى شقة استأجرتها ب400 جنيه وأعمل خادمة فى المنازل لجمع المبلغ شهريا حتى أوفر لقمة العيش لطفلى وأحمى جسدى وابنى من البيع، «ربنا يكفيكم شر العوز».