بحضور عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد والوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي ومحمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومحمد بن سعيد أيت ومصطفى الكثيري ونبيلة منيب الأمينة العامة لليسار الموحد، تم اليوم تشييع جثمان المقاوم وعضو جيش التحرير الفقيد «المدني شفيق». كان ذلك بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، حيث ترحم الجميع على الراحل، وكانت الكلمات التأبينية لرفيق دربه بنسعيد أيت يدر ومصطفى الكثير المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مؤثرة. فالرجل ظل مجهول المصير منذ سنوات منذ أن توفي بدرب مولاي الشريف في العاشر من نونبر سنة 1964 جراء التعذيب التي تعرض بعد اختطافه بدرب السلطان بالدارالبيضاء في رابع يونيو من نفس السنة. الراحل ظل مكان دفنه مجهولا، ففي 31 دجنبر 2000 سلم المجلس الاستشاري لحقوق الانسان شهادة الوفاة لعائلته، دون أن يحدد مكان جثمانه، إلى أن توصل ابنه الفضيل بوسائله الخاصة إلى تحديد مكان قبر والده بمقبرة سباتة، واستخرج جثمانه يوم الخميس 31 من ماي 2012 تحت مراقبة النيابة العامة وإشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ليتبين بعد التحليل الجينية أنه المجهول المصير شفيق المدني. الراحل هو أحد أبرز قادة المقاومة أيام الإستعمار والمكلف بتعقب المتعاونين وجواسيس الحماية، وأحد أهم قيادات جيش التحرير بالمغرب بعد الاستقلال. تم اختطافه وتوفي تحت التعذيب بدرب مولاي شريف بالدارالبيضاء سنة 1964، وتم تشريد عائلته والسطو على ممتلكاتها بنواحي مدينة تطوان، ولم تحصل لحد الآن على عقارات استحوذت عليها أبرز الشركات العقارية والسياحية بالمغرب ولد الراحل سنة 1923 بإغرم أزكاغ بالقصر الأحمر بورززات، وهاجر إلي الدار البيضاد في سن مبكرة، وامتهن العديد من والحرف قفبل أن يستقر به المقام بأحد أحياء المدينة وهو درب السلطان حيث امتهن اصلاح الراديو، وأسس إلي جانب رفاقه جمعية «اتحاد الجنوب» كواجهة للنضال والتحسيس بالإصطهاد الإجتماعي والسياسي. وقاد المقاومة بعد استشهاد المناضل محمد الزرقطوني، ثم غادرها نحو تطوان بعد أن اكتشف أمره، حيث سيساهم في تأسيس وقيادة جيش التحرير بالشمال.. وبعد الإستقلال، اختطف من طرف رجالات أوفقير، ومات تحت التعذيب كغيره من مناضلين لا يزال مصيرهم مجهولا إلى حدود اليوم كالحسين المانوزي وبن بركة وعبد الحق الرويسي وآخرون، والذين تنتظر عائلاتهم معرفة مصيرهم وتسليم الرفات للمتوفين منهم..