نظمت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء أمس الأربعاء 15 نونبر 2017 بالرباط، حفل تسليم جائزة المجتمع المدني في دورتها الأولى، حضره السيد رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وبرلمانيون وشخصيات سياسية، ومسؤولو وممثلو عدد من المؤسسات العمومية، وشخصيات فكرية وفنية وإعلامية، وممثلو جمعيات المجتمع المدني. وفي كلمة له قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إن هذه مناسبة هامة طال انتظارها، وحلما تحقق بتنظيم الدورة الأولى لجائزة المجتمع المدني، مضيفا أن هذه الجائزة هي اعتراف بجهود العديد من الجمعيات التي يشتغل الكثير منها في صمت ولا تسلط عليها الأضواء في مختلف مناطق المغرب في مدنه وفي قراه ، ولابد لنا اليوم من الاعتراف لها بهذا الجهد، كما يجب ان نعترف من جهة أخرى للمجتمع المدني بالأدوار الطلائعية التي قام بها في بعض المراحل التي كانت صعبة في تاريخ المغرب المعاصر، وأيضا في تاريخه القديم حيث كانت « الجماعة » آنذاك تقوم بالعديد من الوظائف في التدريس والتطبيب ومختلف الوظائف الاجتماعية كالوساطة في حل النزاعات . وأبرز رئيس الحكومة أنه على المستوى العالمي هناك توجه نحو تثمين فعاليات المجتمع المدني ومبادراته وإعطاء مساحة واسعة له، مضيفا أن المغرب كان سباقا إلى هذا الرهان ونجح فيه إلى مدى بعيد. واختتم رئيس الحكومة كلمته بقوله إن المغرب في حاجة لبناته وأبنائه جميعا لبث قيم الوطنية والنزاهة والاستقامة لمواجهة الفساد، وهو دور لن يستطيع القيام به إلا مؤسسات التنشئة الاجتماعية، والمجتمع المدني واحد منها، إلى جانب الأسرة والمدرسة والإعلام، وذلك من أجل بناء مغرب الغد إن شاء الله. من جهته أكد مصطفى الخلفي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني في كلمته أن حدث اليوم انتظرته الحركة الجمعوية ببلادنا، وكان لها الفضل بعد الله عز وجل في إطلاقه، وذلك في مناسبة عزيزة علينا وعلى كافة العاملين في المجتمع المدني والتي ستخلد في السنة المقبلة الذكرى 60 لصدور ظهائر الحريات العامة وضمنها ظهير الجمعيات. وأبرز الوزير على أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة تشتغل في إطار التوجيهات الملكية السامية وأحكام الدستور الجديد وخاصة فصوله 12-13-14-15 التي أكدت على الدور المحوري للمجتمع المدني في المساهمة في صناعة القرار العمومي وفي تفعيله وفي تقييمه وتنفيذه، إضافة إلى الإلتزام بتنفيذ ما جاء في البرنامج الحكومي 2016-2021، وتأتي هذه الجائزة من أجل تثمين عطاءات المجتمع المدني والاعتراف بها وتحفيزها، وكذلك تعميم التجارب الناجحة والإسهامات الإبداعية والمبادرات النوعية وتوفير أرضية ومنصة لإشعاع هذه التجارب، إضافة إلى مواجهة الصور النمطية السلبية التي التصقت بجزء من المجتمع المدني، وللأسف، عبر هذه الصور يقوم البعض بتبخيس مجموع الجهود المبذولة في إطار هذا المجتمع وكانت النتائج على الشكل التالي: في صنف الجمعيات والمنظمات المحلية : فازت بالجائزة الأولى جمعية « تمسال للتنمية المستدامة » بدوار تمسال بوارززات عن مبادرة « المدرسة النموذجية » حيث تم تشييد مدرسة وسط الدوار بمواصفات الجودة والقرب من التلاميذ الذين كانوا يحرمون من الدراسة عند كل موسم أمطار . وتتضمن المدرسة مجموعة من المرافق التي تستفيد منها ساكنة الدوار ، حيث تتكون من ثلاث أقسام للتعليم الابتدائي وقسم للتعليم الأولي وقسم لمحاربة الأمية بالإضافة إلى المرافق الصحية التي تراعي البعد البيئي. وعادت الجائزة الثانية لجمعية واد زم للتنمية والتواصل عن مبادرة تثمين النفايات المنزلية القابلة للتدوير. وتبلغ الكميات المعالجة شهريا 12 طنا . في صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية: فازت بالجائزة الأولى جمعية « تنمية عالم الأرياف » عن مبادرة « برنامج قناطر التنمية والتضامن »، لفك العزلة عن الساكنة القروية، حيث تم تشييد خلال هذا البرنامج 35 قنطرة ويوجد حاليا 15 قنطرة في طور الإنجاز، وذلك بشراكة مع عدد من المساهمين. فيما كانت الجائزة الثانية من نصيب « الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين » عن مبادرة « الأسر المستقبلة »، وتهدف المبادرة إلى حماية وتعويض الأطفال في وضعية هشاشة وذلك باستقبالهم داخل أسر توفر لهم البيئة الملائمة التي من شأنها أن تعزز اندماجهم الاجتماعي والمهني في المستقبل. في صنف الشخصيات: كانت الجائزة من نصيب الكاتبة والشاعرة المتألقة والناشطة والفاعلة الجمعوية السيدة بهيجة كومي. فيما أعلنت لجنة التحكيم الاحتفاظ بجائزة صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج.