هؤلاء أبرز المشاهير الذين طاردهم ادغار هوفر رئيس المخابرات الأمريكية ال"إف.بي.أي"، الذي شغل هذا المنصب الحساس لمدة قاربت ربع قرن من الزمان. ومع دنو عرض فيلم "كلينت ايستوود" لشخصيته المثيرة للجدل، نشرت مجلة "لونوفيل اوبسرفاتور" بعض المقتطفات الحصرية من أرشيف المكتب، نعرض معكم أبرزها بتصرف. لم يكتف مستعملوا الأنترنيت بتصفح الملفات السرية التي كشفت عنها المخابرات الأمريكية في شهر أبريل من السنة الماضية، حيث بلغت 3000 ملف يضم العديد من المعلومات والتقارير حول الأشخاص الذين كانت تعتبرهم "الإف. بي آي" مزعجين، ومن بينهم "مارتن لوثر كينغ" الذي اشتهر بدفاعه عن السود، حيث تمت مراقبته منذ شهر أكتوبر 1963 بسبب تشكيك جهاز المخابرات في علاقته بالنظام الشيوعي، وهو ما تأكد لهذا الجهاز الاستحباراتي، حسب الوثائق التي كشف عنها مؤخرا، بعدما وضعت العديد من أجهزة التنصت في كل الأماكن التي كان يرتادها. ولم يكن "لوثر كينغ" الشخصية الوحيدة التي راقبتها المخابرات الأمريكية، بسبب علاقاته مع النظام الشيوعي، بل وضع أيضا الكاتب "جون ستاينبيك" تحت المجهر لأن المخابرات شكت في كونه، واحد من أكبر المدافعين عن الشيوعية، وعلى الرغم من أن "جون" اشتكى رسميا من مراقبات رجال "إدغار فور" رئيس "الإف بي آي" لحوالي خمسين سنة، فإن عناصر المخابرات ظلت تتعقبه حتى في أيام الحرب العالمية الثانية، بدعوى علاقته المشبوهة مع الاتحاد السوفياتي، حيث تم استنطاق جيرانه وأصدقائه ومصادرة كتابته، وقد استمرت عمليات المراقبة حوالي 20 سنة، حتى أصبح ملفه ضخما وحافلا بالعديد من الاستنتاجات المغلوطة، مثلا ولعه بالأدب الروسي ومشاركته في "الكتاب يشاركون" لمساندة المدافعين عن النظام الجمهوري بإسبانيا، وكان "ستاينبيك" الذي حصل على جائزة "نوبل" للأدب موضوع برقية سنة 1954، تطرقت إلى نشر كتاباته حول الفقر في أمريكا وفي ألمانيا وروسيا، بل واستعمالها ضد امريكا من طرف النازيين السوفيات! لم يودع "إدغار فور" جهاز المخابرات إلا بعد أن فارق الحياة، وقد عايش ثماني رؤساء أمريكيين، وعاش الحرب العالمية الثانية وحرب الفيتنام، وعمليات مطاردة المدافعين عن الشيوعية. وقد راقب رجالات "فور" أيضا المغني "فرانك سيناترا" وذلك لانتمائه العائلي ولعلاقاته الشخصية والمهنية المشبوهة مع العصابات الإجرامية، حيث كانت له علاقة مع أحد أفراد عائلة "كينيدي" والذي سهل له في سنة 1964الحصول إلى جانب أشخاص آخرين، على رخصة لإقامة محل للقمار، كما تأكد المكتب الفيدرالي الأمريكي للمخابرات من علاقة "سيناترا" بالرئيس الأمريكي "كينيدي"، وتأكد له أن المغني موَّل الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق.
"مارلين مونرو" كانت أيضا من الشخصيات التي راقبتها المخابرات الأمريكية بسبب علاقتها العاطفية مع "جون" و"بوب" من آل "كينيدي"، وكذلك بسبب علاقتها بالكاتب "أرثر ميلر" الذي اشتهر بدفاعه عن الشيوعية، أما بعد مرور سنتين على وفاتها سنة 1962، فقد حرر المكتب الفيدرالي تقريرا من أصل ثلاث صفحات حول العلاقة التي كانت تجمعها بأخ الرئيس "بوب كينيدي، الذي كان مثيما بها، إلى درجة أنه كان يود تطليق زوجته لكي يتزوج بها، لكن "مونرو" اكتشفت أنه لم يكن صادقا، وهي نفس الفترة الذي فسخت فيها إحدى شركات التصوير العقد الذي كان يجمعها ب"مونرو" فهاتفت "بوب" ليتدخل لكن دون جدوى، ثم عاودت الاتصال به، لكن هذه المرة مهددة إياه بفضح علاقتها به. بعد ثلاث سنوات من رحيل "مونرو"، عثر رجالات "فور" على شريط يصورها في أوضاع مخلة، وقد عرض زوجها الثاني "جو ديماجيو" شراءه بمبلغ 25 ألف دولار. لقد استطاع "إدغار فور" مراقبة الآلاف من الشخصيات الأمريكيين ومن جنسيات مختلفة على امتداد 48 سنة قضاها على رأس "الإف بي آي"، دون أن يثير ملاحظات رؤساءه، باستثناء علاقته بالرجل الثاني في الجهاز "كلابد تولسون"، حيث كانا يتناولان جل الوجبات سويا، ويقضيان العطل مع بعضهما البعض، وقد اندهش الكثير من عناصر الجهاز الاستخباراتي حينما شاهدوا فيلم "كلينت استوود" حيث ظهر الرجلان في إحدى اللقطات ممسكين بيد بعضهما البعض، فهل كانت العلاقة بين الرجلين تتجاوز مجرد الصداقة؟